محمد بن علي الشهري
في الفترة القريبة الماضية التي شهدت اختطاف المشهد الإعلامي الرياضي، ليكون في معظمه تحت إمرة لون واحد، وتوجه واحد، غصّت برامج إعلامنا الفضائي المُختَطف بدفعات متتالية من السحنات الإعلامية الخليجية، و(المتخلجنة)، وتقديمها - اعتباطاً - للمشاهد على أنها من فئة (سوبرستار) مع أن السواد الأعظم من المشاهدين السعوديين على اطلاع كامل بكل شاردة وواردة خليجياً، وبالتالي إدراكهم بأن تلك السحنات ليست سوى مجرد (خمام) إعلام لا أكثر!!.
إذ حظيت تلك العناصر بالكثير من الحفاوة المبالغ فيها سواء داخل الاستوديوهات أو خارجها على حساب الأجدر منهم من أبناء البلد الشرفاء، إلى حد توزيع بطاقات العضوية الشرفية على كل من هب ودب من تلك العناصر على طريقة (ما بعنا بالكوم الاّ اليوم)؟!!.
ورغم اتضاح أساليب الدّس والنّفَس الخبيث التي تتحلل طرحها وذلك من خلال محاولاتها وسعيها المتكرر لإذكاء روح الشحناء والبغضاء بين شرائح مجتمعنا الرياضي من خلال الألوان، ما يعني أنها تحمل أجندة (وسخ) تتجاوز في وساختها نطاق دعم وتشجيع هذا النادي السعودي ضد منافسه وشقيقه السعودي الآخر، أي أن الانبهار بالطرف الذي دعاها واحتضنها، لم يكن إلاّ انبهارا زائفاً، وأن وراء الأكمة ما وراءها؟!!.
ورغم تنبيهات العقلاء والشرفاء في حينه من مغبة الاطمئنان (الأبله) إلى تلك السحنات المشبوهة.. إلاّ أن الطرف (المعزّب) لا يلقي بالاً لتلك التنبيهات، والسبب أن تلك العناصر متمرّسة جداً في الضرب على الأوتار التي تتمايل رقاب البلهاء على أنغامها؟!!.
إلى أن تكفلت الأحداث الخليجية الأخيرة بوضع الكثير من الأمور في نصابها، إذ تساقطت وما زالت تتساقط الكثير من الأقنعة، وذابت الكثير من طبقات المساحيق التي كانت تواري قبح تلك السحنات وغيرها؟!!.
إنه لأمر مؤسف حقاً حين تكشف الأحداث بأن من بالغنا كثيراً في إكرامهم والحفاوة بهم، وإنزالهم منازل الأشقاء لمجرد توفيرهم لبعض الخدمات (الوضيعة) التي لا تزيد عن الدعاية المزيفة لمن احتضنهم، فضلاً عن تأليب بعضنا ضد الآخر.. ما هم سوى أدوات (رخيصة) وطيّعة في أيدي أعداء وطننا وقيادتنا وأهلنا.. الأدهى أن تبلغ الوقاحة ببعضهم وبمن دأب على احتضانهم معاودة تدنيس أرضنا ومناسباتنا بحضورهم؟!!.
السؤال: هل انتهى الدرس يا ترى، والأهم: هل استوعبناه، أم أن الطبع يغلب التطبع، فقد قالت العرب قديماً: (الطيور على أشباهها تقع) وقال الشاعر:
(عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمُقارن يقتدي)
ويبقى السؤال الطويل العريض الذي يقول: لماذا مازالوا يحتفظون ببطاقات العضوية التي مُنحت لهم سارية المفعول ولم تلغى رغم ثبوت عدائيتهم لنا. ولبلادنا.. هذا السؤال (العار) الذي لا يجب مطالبة الجهة المانحة بالإجابة عنه، وإنما الجهات الرسمية المعنيّة؟؟!!.
المعنى:
ياللي تبالغ بتكريم الخسيس اسمع
عُمر النفوس الخسيسة ما رقت مرقاب
من طبعها ما تجيك الاّ لها مطمع
وبس تقضي غرضها (فصّ ملح وذاب)