«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي:
رفضت قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن التقرير الصادر عن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لما تضمنه ذلك التقرير من معلومات مغلوطة وغير صحيحة، مؤكدةً أنها سترد من خلال القنوات الرسمية بعد المرجعية القانونية.
وشدد المتحدث باسم قوات التحالف العقيد تركي بن صالح المالكي على أن التقرير توصل لاستنتاجات مغلوطة لأنه بني على فرضيات غير صحيحة.
وأكد المالكي أن تحقيقات الفريق المشترك لتقييم الحوادث أعلنت النتائج الخاصة بحادثة صعدة، وقبلت قوات التحالف بتلك التحقيقات، وقد نصت على مشروعية الهدف العسكري المشروع وتحقيقه لميزة عسكرية، ولكن مع خطأ في التوقيت.
وأضاف المتحدث أن التحالف سيعمل بعض الإجراءات المترتبة على حادثة صعدة، وسيتم العمل عليها والبدء بها من خلال ثلاثة محاور أو مجالات، فالأول هو القانوني ويكون العمل من خلال الإدارة القانونية، حيث إنه في حال استلام التحقيقات التي وردت من فريق تقييم الحوادث ستبدأ في إجراءات محاسبة كل من ثبت وجود أخطاء لهم في هذه العملية، أما المجال الثاني فهو المجال العملياتي، حيث سيتم مراجعة قواعد الاشتباك والعمل على تطوير قواعد الاشتباك لتفادي أي حوادث في المستقبل ضمن العمليات العسكرية، أما المجال الثالث فسيكون المجال الإنساني، وسيتم تكليف اللجنة المشتركة بتقديم التعويضات لأهالي وأقارب الضحايا في هذا الحادث بإذن الله تعالى.
وأوضح المالكي بأن اللجنة المشتركة لمساعدات المتضررين من الجانب اليمني أصدرت بيانا تم الاتفاق عليه ما بين كافة القوات المشتركة لقوات التحالف واللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان والتي استكملت كافة الإجراءات من قِبل الحكومة الشرعية في عدة أماكن مثل بيت سعدان في أرحب وحادثة مستشفى عيسى، وسيتم تقديم التعويضات اللازمة من الأضرار.
وتطرق المالكي إلى العمليات الإنسانية وقال: نحن نرفض تقارير الخبراء المعنيين باليمن لاحتوائها على كثير من المغالطات والتي لن يقبل بالشفافية الصادقة وليس محاباة طرف على الآخر، والحروب بطبيعة الحال يحصل فيها أخطاء ولكن التحالف حريص كل الحرص بعدم المساس بالمدنيين.
موضحاً إلى أن الحوثي يتعمد استخدام الأماكن المدنية ومواقع المواطنين لجعلهم دروعا بشرية.. مؤكداً بأن الفريق المشترك لتقييم الحوادث نص على مشروعية الهدف العسكري ولكن مع الخطأ في التوقيت.
وتحدث المالكي عن عمل المنافذ الجوية والبرية والبحرية والسفن التي ترابط في الموانئ اليمنية حيث يقدم التحالف كافة التصاريح عبر المطارات، وقد بلغ عدد التصاريح منذ بداية العمليات العسكرية أكثر من (30) ألف تصريح.
تواصل قوات الجيش اليمني التقدم على كافة المحاور صعدة من الشمال والحديدة من الجنوب - صعدة قوات الجيش قامت بتطهير، وتأمين مديرية الفرغ الصرح والعطفين وإعادة السكان إليها،كما تم تضييق الخناق على صعدة، كما تمت السيطرة على حجة وعلى الطريق الدولي وقطع الإمدادات على المليشيات.
وتحدث وقال: إنه تم في الحديدة تطويق قرية الدييهمي من الشمال والشرق والغرب من خلال عمليات هجومية من قِبل الجيش اليمني يسانده في ذلك قوات التحالف.
كما أوضح المالكي بأن هناك انتهاكات يقوم بها الحوثيون حيث تم إطلاق 3 صواريخ خلال أسبوع على المملكة والداخل اليمني حيث بلغت عدد الصواريخ التي أطلقت حتى الآن 185 صاروخا باليستيا وأكثر من 67 ألف قذيفة.
وكشف المالكي بأن التحالف استطاع تدمير خمسة صواريخ زلزال إيرانية الصنع كانت المليشيات الحوثية تريد إطلاقها على المملكة والداخل اليمني ولكن قوات التحالف دمرتها.
وأشار العقيد المالكي بأن المليشيات الحوثية تتاجر بالمخدرات التي يرسلها حزب الله اللبناني لها لدعم المجهود الحربي.. حيث استطاع التحالف مصادرة أكثر من 447 كيلو من الحشيش كانت في طريقها إلى صنعاء.. وقد كتبت على هذه الكميات دعم مجلس شباب حزب الله.
وبين أن القوات الأمريكية استطاعت إيقاف شحنة مقدارها 1000 بندق كانت في طريقها للحوثي على أحد القوارب وتم مصادرتها وسوف تستمر جهود التحالف بالتعاون مع الدول الصديقة لمنع تهريب الأسلحة لهذه المليشيات الإرهابية.. مؤكداً بأن هناك جهودا من التحالف بعدم تهديد الملاحة في مياه البحر الأحمر ومضيق هرمز.
وأضاف أنه تم استهداف رادار خفي كان يرصد السفن من خلال استطلاع للتحالف.. وهذا تهديد واضح للملاحة الدولية، بالإضافة إلى استهداف مدفع عيار 55 في محافظة حجة.. كما تم استهداف مستودعات ومخازن ودبابات وعربات في عدد من المواقع وتم تدميرها.
وكشف المالكي بأنه خلال الأسبوع الماضي ومن خلال معلومات استخباراتية تم رصد موقع لخمسة صواريخ زلزال الإيرانية ومنصات إطلاق لها كانت هذه المليشيات تنوي إطلاقها على المملكة والداخل اليمني، وقد تم تدميرها كلياً وسوف نتعقب ونراقب مواقع هذه الصواريخ التي تطلق على المملكة.
عقب ذلك أجاب المالكي عن أسئلة الصحفيين، حيث أكد المالكي بأن التحالف مستمر في دعم الشرعية والوقوف معها في حربها ضد هذه المليشيات وقال: إنه يجب أن يكون هناك حيادية في العمل الأممي وتقصي الحقائق قبل إصدار التقارير لكي نتحاشى ازواجية المعايير في الأحكام خاصة المنظمات الحكومية، ونحن مثل ما قلنا.. تقرير الأمم المتحدة الأخير خير دليل على عدم المصداقية من قِبل الخبراء لأن هناك مغالطات في هذه التقارير من قِبل المنظمات الإنسانية، كما أن هناك تعارضا ما بين تقرير الأمم المتحدة ولجنة حقوق الإنسان للجنة الوطنية من ناحية إدانة هذه المليشيات خاصة، وأن التحالف قدم كافة التسهيلات للمنظمات.
وحول سؤال عن أن الحافلة كانت تقل مقاتلين حوثيين وليس أطفالا.. قال تقرير لجنة تقييم الحوادث أوضح الملابسات وهذه الادعاءات، وقد ذكر البيان بأن الحافلة كانت تنقل قياديين وعناصر حوثية والاستهداف هو استهداف عسكري مشروع من خلال الأدلة.. ولكن التوقيت كان خاطئا وسوف تتضح التقارير خلال الأيام القادمة.
وحول وجود منظمات إنسانية داخل اليمن تظهر عمل التحالف بشكل سلبي.. رد المالكي لدينا آليات للعمل مع هذه المنظمات ونحن دائما شفافون في عملنا لا نريد إلا كلمة حق من هذه المنظمات التي تحاول أن تسيء للتحالف يجب عليها احترام الأنظمة والعمل الإنساني، ونحن نقدر ما تقوم به هذه المنظمات ضمن الخطة الشاملة لمساعدة الشعب اليمني.. والتحالف هو داعم لهذه المنظمات ومساند لها ولكن عليها عدم التجني عندما تكتب تقاريرها.. وهناك تعاون مع المليشيات الحوثية في الداخل اليمني.
وحول سؤال عن كيف محاسبة المسؤولين عن ضرب هذه الحافلة أجاب المالكي: المحاسبة ستتم من قِبل الفريق القانوني ومن خلال التقارير التي سوف تُرفع من قِبل لجنة تقييم الحوادث وهناك إجراءات من قِبل الفريق القانوني.. نحن قبلنا بالمحاسبة وسوف يصدر الحكم فيها.
وبيّن المالكي بأن المليشيات دائماً تحاول استغلال الهدنة في جمع صفوفها والحل والحسم بيد الحكومة الشرعية هي من تعمل لصالح وطنها نحن داعمون للشرعية.
وحول سؤال لـ(الجزيرة) عن الدوافع من وراء هذه التقارير المشبوهة ضد المملكة والإمارات رد قائلاً: الدوافع نحن نعرفها.. ولكننا نطلب الشفافية والمصداقية والعمل بصدق بعيداً عن أي أهداف سيئة المطلوب من هذه المنظمات أن تعمل وفق القانون والالتزام بالقانون الإنساني واتفاقيات جنيف في العمليات العسكرية والإنسانية..
ونطالب إظهار الانتهاكات الحوثية وعدم إخفائها أو مجاملتهم على حساب الشعب اليمني الذي تمارس عليه يومياً هذه المليشيات القتل والتنكيل والسلب والنهب حتى في الإعانات التي تقدم لهم تسلب قبل أن تصل.. وعلى المجتمع الدولي أن يوضح حقيقة هذه المليشيات.
وحول سؤال آخر لـ(الجزيرة) عن استمرار هذه المنظمات في المغالطات ما هو موقف التحالف، قال المالكي: نحن لدينا عمل مشترك مع هذه المنظمات ونتطلع أن يكون بيننا وبينهم عمل شفاف، ونحن ندعم المنظمات التي تعمل في الميدان ونقدم لهم غطاء الحماية والمملكة العربية السعودية.. والإمارات داعمون أساسيون للشعب اليمني قدموا مليارا و250 مليون لخطط الاستجابة في هذا الجانب للعمل الإنساني.. ومن أكبر الدول الداعمة للعمل الإنساني في الداخل اليمني لهذه المنظمات.
وأوضح المالكي بأن بيئة عمل هذه المنظمات داخل صنعاء وسط هذه المليشيات هي بيئة غير مناسبة لأن عليهم ضوابط مشددة وتحركاتهم مقيدة، وهناك ضغوط مشددة عليها من قِبل هذه المليشيات الإرهابية، ولكننا نطالب هذه المنظمات الأممية والحكومية الشفافية.. ومبادئ العمل الإنساني.
واختتم المالكي حديثه بأن قوات التحالف سوف تواصل دعمها للحكومة الشرعية وأن هناك تقدما كبيرا على كافة جبهات القتال.