«الجزيرة» - أحمد القرني:
أكد المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث رئيس مجلس إدارة مؤسسة وريف الخيرية معالي الدكتور ماجد بن إبراهيم الفياض أن «صندوق إنماء وريف الوقفي» يعتبر أول صندوق استثماري وقفي في المملكة مفتوح ومطروح طرحًا عامًّا، وتوقف وحداته لصالح مؤسسة «وريف الخيرية»، وذلك بالشراكة مع شركة الإنماء للاستثمار.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد أمس بمستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض. وقال الفياض: إنه سيتم طرح الوحدات على المشتركين (الواقفين)، سواء أفرادًا أو مؤسسات، بقيمة 1000 ريال للسهم الأول». وأضاف: إن جميع عوائد الصندوق سيتم الاستفادة منها في دعم برامج وريف الخيرية لتحقيق أهدافها وتطلعاتها.
وأوضح الفياض أن «صندوق إنماء وريف الوقفي» مرخص من قِبل هيئة السوق المالية والهيئة العامة للأوقاف، وهي تمثل في الوقت نفسه الجهات الرقابية عليه. وقال: إن مؤسسة (وريف الخيرية) تسعى لتكون رائدة في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية بالمملكة، وتحمل في رسالتها دعم تقديم خدمات الرعاية الصحية في المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث من خلال الإسهام في رفع المعاناة عن المرضى وعائلاتهم، وتمويل الأبحاث، والمشاركة في رفع مستوى الوعي في المجال الصحي.
ووفقًا للمشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي، تتطلع مؤسسة «وريف الخيرية» إلى تحقيق رؤية 2030، خاصة في إسهام القطاع غير الربحي، ورفع الناتج المحلي من 1 % إلى 5 %، وتطبيق معايير الحوكمة الرشيدة في جميع أنشطتها وأعمالها.
وبحسب معاليه، تتلخص أهداف «وريف الخيرية» في دعم الأبحاث العلمية والتطبيقية بالمجالين الطبي والصحي، ودعم تأهيل الكفاءات الطبية المتخصصة من المواطنين، ودعم تقديم العون للمرضى المحتاجين، إضافة إلى دعم الأنشطة الثقافية والعلمية التي تسهم في رفع مستوى الوعي بالثقافة الصحية، ودعم توفير الرعاية الطبية التخصصية، ودعم برامج الوقاية من الأمراض.
ونفى الحناكي أن تكون وحدات الصندوق متداولة في السوق السعودي؛ إذ إنها حصر على الواقف. وأضاف قائلاً: يخضع الصندوق للائحة صناديق الاستثمار الصادرة عن هيئة السوق المالية. ويمكن الاطلاع على شروط وأحكام الصندوق لمعرفة القنوات المتاحة لمتابعة الوحدات بعد البدء بأعمال الصندوق.
وأفاد الرئيس التنفيذي لشركة الإنماء للاستثمار بأن الهدف الاستثماري لـ»صندوق إنماء وريف الوقفي» هو المحافظة على عين الوقف، وتنميته على المدى الطويل، من خلال الاستثمار في أصول متعددة وفق استراتيجية استثمارية متحفظة، تتناسب مع صيغة الوقف ومصارفه المحددة مسبقًا من قِبل الواقفين.
وقال أيضًا: سيعمل مدير الصندوق على استثمار أصول الصندوق لتحقيق نمو في رأس المال الموقوف، وتوزيع نسبة من العوائد بشكل سنوي ومستمر على مصارف الوقف المحددة للصندوق الممثلة في الخدمات الصحية والطبية من خلال الجهة المستفيدة (مؤسسة مستشفى الملك فيصل التخصصي الخيرية)».
وحيال آلية عمل «صندوق إنماء وريف الوقفي» هناك مدير للصندوق، ومجلس إدارة، ولجنة شرعية، ولجنة تنفيذية، وجهات تشريعية وتنظيمية، ومراجع الحسابات، وأمين الحفظ، ومقيمون معتمدون.
وأفاد الحناكي بأن صناديق الاستثمار الوقفية تعتبر أحد الأوعية النظامية لإدارة وتنمية الأوقاف بشكل مؤسسي نظرًا لما تتمتع به من إطار قانوني وسياسات خاصة بالشفافية والحوكمة، إضافة إلى كونها تخضع لإشراف جهات حكومية. وتتيح تلك الصناديق خاصية تنويع محفظة الوقف بالكفاءة العالية في إدارة الوقف بما يحقق النفع لعين الوقف والواقف والجهة المستفيدة.
وذكر أنه من مميزات الصناديق الاستثمارية الوقفية تهيئة الفرص للجمهور في المشاركة، والرقابة، والحوكمة، والشفافية والإفصاح، والإدارة المحترفة والمتخصصة، وتنوع الاستثمار، وإدارة سجلات الموقفين، إضافة إلى تنمية إسهام القطاع غير الربحي في المملكة؛ لأن مساهمته متواضعة مقارنة بالمتوسط العالمي. ومن أبرز الصناديق الاستثمارية الوقفية العالمية صندوق جامعة هارفارد؛ إذ بلغت قيمته عام 2014 ما يقرب من 36 مليار دولار.