حميد بن عوض العنزي
إذا كانت المرأة نصف المجتمع، فهي أيضاً نصف السوق أو أكثر.. وبحسب كتاب «دور المرأة في الاقتصاد» فإن النساء يتخذن ما نسبته 80 في المائة من قرارات شراء السلع الاستهلاكية، وحقيقة برغم ما يتضمنه الكتاب من أمور كثيرة اكثر عمقا وذات علاقة متشعبة بدور المرأة في الاقتصاد، إلا أنني توقفت أمام الـ 80 % وعلى ما يبدو أن هذه النسبة ليست حكراً على مجتمع دون آخر باعتبار أن مؤلف الكتاب من الغرب، لكن الأمر يدعو إلى الاستفهام حول ما إذا كان تكوين المرأة له علاقة بهذه النسبة أم أن الأمر يتعلق بأن معظم أسلحة الإعلان والدعاية والموضة تستهدف المرأة وضعفها أمام هذه المغريات التي تمتد إلى قوائم لا حصر لها من السلع التي تنشأ لأجلها المراكز التجارية الكبرى وتنتشر بشكل هائل وكلها تستهدف المرأة واحتياجاتها الضرورية وغير الضرورية.. الأمر الذي يؤكد المقولة أن النمو الاقتصادي تحركه النساء.
قوة المرأة في اتخاذ قرار الشراء كان محل اهتمام كثير من البحوث والاستطلاعات وصدرت عدد من الكتب مثل كتاب «التسويق للمرأة» وكلها ترى أن المستقبل للمرأة عطفاً على أرصدة النساء في البنوك، وأن ذلك يعد كعكة تتنافس عليها الشركات التي تسعى لاقتناص الفرص الكامنة في النزعة النسوية، وفي تقرير بعنوان «استهداف النساء في قطاع المصارف» تشير مؤسسة داتا مونيتور إلى أن النساء في الولايات المتحدة يتحكمن في مبلغ مالي مذهل يصل إلى 22 تريليون دولار، وفي بريطانيا يتوقع أن تملك النساء 60 في المائة من الثروة الشخصية بحلول عام 2025، ويفوق الآن عدد النساء المليونيرات عدد الرجال الذين تراوح أعمارهم بين 18 و44 سنة، وعلى عدد الرجال فوق 65 عاماً، والمفارقة أن المرأة أكثر حباً للشراء وبنفس الوقت أكثر غنى من الرجل.