د.عبدالعزيز الجار الله
كان يقال لنا إن العرب يعيشون وهم وكذبة المؤامرة، صوروا حياتهم دخل خوف وفزع المؤامرة وغرقوا في هذا الوهم حتى أثر على سلوكهم.
لنتفق أنها ليست مؤامرة، ماذا نسمي ما يحدث لحال العرب اليوم، هل هي صدف، أو تسلسل أحدث أو تداعيات الحروب، منذ الخلافة العثمانية 1299م وحتى نهايتها 1923م والعرب يتجرعون المرارة والفقر والجهل، وبعد نهاية الحرب العالمية 1917م خرج بني عثمان خاسرين الحرب والخلافة، فتنازلوا عن الخلافة 1923م، ثم دخل الاستعمار الأوروبي حتى نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945م وما تلاه والعرب تحت نيران ولهيب الاستعمار، فهل يطلب منا أيضًا أن لا نسميها مؤامرة!!
منذ عام 2003 م الاحتلال الأمريكي للعراق، وحتى عام 2010 والعرب يعيشون في حالة خوف من الاستعمار الجدد، وتأكد دون شك عام 2010 م مع موجة الربيع العربي كيف تتكالب عليهم الدول أمريكا وروسيا وإسرائيل والاتحاد الأوروبي وتركيا وإيران، وأيضًا قالوا لنا إنها التحولات للديمقراطية، واليوم يراها العرب بالعين أنها مؤامرة على الدول العربية بعد أن كشفت كل الدول محاولاتها عن موطئ قدم وبخاصة إيران التي تتباهى بأنها تحتل العواصم الأربع صنعاء ودمشق ولبنان وبغداد.
التآمر لا يشترط أن يكون له طعم ولون ورائحة، ما تفعله إيران ودول المنطقة هو التآمر أو التخطيط أو الإعداد الذي جعل دولاً مثل أمريكا وروسيا وإيران وتركيا شمال سوريا يتجاورون ويتقاطعون عند أدلب والتي تشهد إما السحق أو المساومة، لقد تسارعت الأحداث حتى وصلت إلى نقطة الشمال السوري لتكون هي الطاولة والخروج المر للمنهزم.
التاريخ تعلم منه العرب أن الغازي سيندحر، وأن تركيبة سكان هذه الأرض عربية، وأنها كانت قبل الإسلام عربية وما زالت عربية حتى وإن وطأت أرضها أقدام الأعادي، وأول الخاسرين إيران وتركيا، فقد تولد قوة كردية عنيدة تقضم من إيران ومن تركيا أرضًا لها تحت غطاء الحكم الذاتي ثم الانسلاخ في حلم أرض الكرد الكبرى إذا ضمت إليها أراضٍ من سوريا والعراق.