«الجزيرة» - الرياض:
في أول عمل سعودي وعربي من نوعه، دشن الكاتب الروائي السعودي أ.خالد بن عبدالكريم الحقيل روايته الجديدة «مهمة في بوشهر»، وهي رابع روايات سلسلته الأولى من نوعها في الخيال العالمي «سعوديات» التي ابتدأت برواية «المنشّق وقصص أخرى»، وكانت تعالج غزوًا فضائيًا محتملأً على مدينة الرياض من قبل مخلوقات كونية متطورة، ومن ثم جاءت رواية «فارس» لتكشف النقاب عن البطل السعودي الشاب فارس الذي بدأ يخوض مغامرات عالية الخطورة ضد مخلوقات بحرية غامضة بالبحر الأحمر في مدينة جدة، وذلك ذوداً عن أراضي المملكة العربية السعودية.
وتلا ذلك رواية «الشبهاء» وهم أقوام يشابهون الإنسان جسدياً ويحاولون اقتسام الأرض معه ومن ثم إزاحته من خلال تكوين مثلث برمودا جديد بوسط الربع الخالي بالسعودية.
أما الآن وفي مشارف نهاية العام 2018 فيطل علينا الكاتب الحقيل برواية إستخباراتية وطنية تكشف الجانب المضيء لرجل الأمن السعودي، مظهرةً إمكاناته العالية، وبطولته، وشهامته بالتعامل مع الأعداء، ومؤكدة حكمة القيادة السعودية في التعامل مع الأزمات، حيث تم اختطاف ثلاثة علماء سعوديين ومحلل سياسي شهير وإخفائهم بأكثر مكان محصن في إيران، هو «مفاعل بوشهر النووي»، أملاً في استنطاقهم وانتزاع معلومات أمنية معينة منهم، إلا أن القيادة السعودية ممثلة بسمو وزير الدفاع وسمو وزير الداخلية - وقيادة الاستخبارات العامة وعدد من القادة العسكريين كونوا فوراً غرفة عمليات مشتركة ووجهوا بأن يتولى بطل السلسلة «فارس» وبقية فريقه العلمي مهمة استعادة العلماء والمواطنين السعوديين مع توفير كامل الدعم لهم في تلك المهمة الوطنية قبل أن يتم مناقشة القيام بأي عمل عسكري حيال ذلك.
لتبدأ الأحداث من قلب محافظة بوشهر الإيرانية ومن ثم تنتقل الأحداث إلى وسط العاصمة الإيرانية طهران ولتبدأ الاحتكاكات والمجابهة بين مسؤولي الجانب الإيراني والميليشيات العسكرية هناك من جهة والبطل فارس والفريق العلمي المرافق له من الجهة الأخرى.
أحداث متتالية بوليسية تارة وإستخباراتية تارة أخرى، وكان العقل والقوة والحزم وحسن التصرف هو سيد الموقف هناك، وكذلك بغرفة العمليات السعودية، والتي كانت تتابع أولاً بأول مسار الأحداث من قلب الرياض لتدير أكبر عملية إستخباراتية ذات طابع وطني 100 %
مثبتةً حرص القيادة السعودية على تأمين كل مواطن وحمايته وتسخير كافة إمكانات الوطن لتلك المهام السامية.
لم تخلُ الرواية من ذكر الكثير من الإسقاطات الواقعية هنا وهناك والتي توضح جانب الحياة المظلم على الأراضي الإيرانية، وكيف هي حياة غالبية المواطنين هناك المكسوة بالظلم والجوع والفقر، وكيفية التعامل مع المواطن الإيراني ودور الميليشيات الغير رسمية وكيف أنها تمتلك نفوذاً على من نفوذ الكثير من القوات النظامية.
وكيف يحاول ذلك النظام النيل من الدول والأنظمة العربية عن طريق التعامل مع طوابير الخونة وتلك الميليشيات التي أهم أهدافها نشر الفوضى والفتن على الأراضي العربية المسلمة واستهداف دول الخليج في المقام الأول.
عالم مختلف هي إيران، عالم متناقض، غامض، مهترئ لم يستطع التعامل بالشكل الإيجابي لا مع مواطنيه ولا مع جيرانه من العرب..
هذا ما نعتقد بأن الكاتب حاول إيصاله من خلال أحداث الرواية التي أتقن الكاتب حبكتها فيما يبدو للقارئ خلال قراءته وكأنه يعايش تلك الأجواء ويعيش أحداث الرواية بل وكأنه طرف ثالث هناك.
كما إلمح الكاتب الحقيل في محض روايته لمدى شعبية ونفوذ سمو ولي العهد السعودي الواسع عربياً والذي امتد حتى داخل الأراضي الإيرانية من خلال إشارته في أحد أحداث الرواية، إلى تجاوز حد الدعم المقدم لفارس داخل إيران، وتأمين طائرة مقاتلة حربية هي الأحدث داخل الأسطول الإيراني لتكون تحت تصرف بطل الرواية فارس.
أحداث دراماتيكية انتهجها الكاتب في تسلسل روايته ابتداء من خطف العلماء السعوديين، إلى إشراك البطل فارس، إلى متابعة تحركات فارس داخل الأراضي الإيرانية وما تعرض له وفريقه من اختطاف مماثل في بداية الرواية وكيف تم التعامل مع ذلك الاختطاف وتحديد من يقف خلفه وكيف تم التصدي له بتسلسل متناسق يبلور للقارئ الأحداث وكأنها فيلم تصويري.
الرواية أخذت صدى إعلاميا هائلا بوسائل التواصل حيث حقق هاشتاق بتوتير تحت مسمى # مهمة_في_ بوشهر المرتبة التاسعة وحصلت الرواية على الترتيب الثاني على مستوى الروايات الأكثر مبيعا ًعلى مستوى قوقل بلاي خلال الفترة الماضية، وتأتي الرواية من القطع المتوسط في 127 صفحة ومن خلال العبيكان للنشر.
وفي النهاية تتمنى «الجزيرة» للكاتب خالد الحقيل وجميع الكتاب السعوديين المبدعين التوفيق وتقديم المزيد من الإبداعات الوطنية إثراء للساحة الثقافية السعودية والتي تتحمل صحيفة «الجزيرة» منذ عقود وغيرها من الصحف الوطنية مهمة احتضانها وتشجيعها.