د. خيرية السقاف
تسألنا النسمة الحارقة ما ذنبها نتأفف منها؟!..
وتفعل النسمة القارسة فيكون سؤالها لنا هو ذاك؟..
يسألنا المرض ما أجبره أن ينزل بنا فلا نحتمله؟!..
ويسألنا الفقر كيف يحزننا وليس في قدرته أن يكون إلينا؟!..
كذلك يسألنا الغنى ما الغباء فينا فنهلكه!!..
كما يسألنا الماء نهدره، فإذا شح لهثنا نطلبه؟!..
والزهر الذي بين عيوننا يسألنا لمَ نغمضها،
وفي مخيلتنا نتغنى به؟
والتَّلة المطلة بنا على بساط آمالنا تسألنا كيف نذروها في الفضاء،
ولا ننزل إلى طُرقها في المضمار؟!..
تسألنا النجوم ما حصدنا بين عيونها؟!..
كما تسألنا الشمس ما فعلنا في ظهورها؟!..
يسألنا الموسم بأنوائه ما ذنب القطرة تتبخر،
وما ذنب الثمرة تُهمل؟!..
ملابسنا تسألنا أقيمة النسيج ؟!، أم ميزان المحتوى؟!،
تفعل تسألنا جدران بيوتنا، وأبوابها،
وفتات الرغيف في إهاب أطرافنا يتطاير!!..
ويسألنا الأحياء فينا عن القطيعة،
فإذا ماتوا سردنا القرب حكاية؟!..
الأسئلة تترى، لا تهجع في خليتها،
يصك آذاننا دويُّ نحلها..
والأرقام التي تحولت هذا اليوم بالتاريخ من «1439» إلى «1440»
تسألنا عن المحطة، ومفتاح القطار، ومحبرة المداد!!..
والطريق طويل، طويل.. طويلٌ!!..
والأسئلة من كل صوب، تلف الإنسان فينا في دوامة ما نغفل،
تتجاذبنا مع أنفاسنا..
فالحياة التي فينا، والحياة التي نحن فيها،
نحن بينهما في اختبار!!..