سعد الدوسري
تخيلوا معي: مجموعة من شباب كمبوديا، يختطفون عدداً من الطائرات، ويهاجمون بها «برج إيفل» ومتحف «اللوفر» ومبنى وزارة الدفاع الفرنسية «الهيكساجون». كيف سينظر العالم لدولة كمبوديا، وللدين الذي يعتنقه أهلها؟! لا شك بأن كل مواطن في العالم، سيعتبر البوذية دين قتل وتدمير، وسيعتبر الإنسان البوذي، شخصاً إرهابياً دموياً بربرياً همجياً، لا يستحق الاحترام.
مهما كانت السيناريوهات التي افترضها المحللون السياسيون، لتفجير برجيْ التجارة في نيويورك، فإن أحداً لم يستطع حتى الآن، نفي التهمة عن المسلمين، وإلصاقها ب CIA أو بإسرائيل، كما هو مطروح في أغلب التخمينات. أما الفاتورة التي دفعها المسلمون عامة، والسعوديون خاصة، فلا يمكن تخيل حجمها، ومن يدّعي أنه يستطيع أن يتخيل ذلك الحجم، فهو يتخيل لا محالة، إذ سوف نظل ندفع المزيد والمزيد، إضافة لكل ما دفعناه، مادياً ومعنوياً وثقافياً وفكرياً. وربما ستظل الإيجابية الوحيدة لأحداث يوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2001م، هي فضح مشروع «العملاء المسلمين».