سعد بن عبدالقادر القويعي
في تقرير حديث له أرجع موقع «Rand» للدراسات الاضطرابات الحالية في بعض دول الشرق الأوسط إلى ستة أسباب، مؤكدًا أن رؤية الصراع الإقليمي بعدسات الطائفية قد تشكل فجوة أساسية في هذه المجتمعات، كالطائفية الدينية، وضعف بعض الحكومات، والتطرف الديني، والشعور الجماعي بالاضطهاد، وتعقيدات الهوية والثقافة والتاريخ، والخلاف الجيوسياسي على حساب المصلحة الوطنية، وظهور آثار ذلك في الوسط الاجتماعي والسياسي، وعلى أسس مذهبية وقومية.
ورغم تعقيدات المسألة الطائفية فإن التوتر الحاصل أضفى مزيدًا من التعقيدات على التغييرات الجذرية التي تشهدها المنطقة، وخصوصًا أن مجريات الصراع على الأرض لطالما أعطت شواهد عن المصلحة المتبادلة بين جميع الأطراف؛ الأمر الذي مكن من استحضار اهتمامها بطول زمن الصراع، كل لأسبابه، ولاسيما وقد باتت أكثر عرضة للتصعيد بسبب عدم معالجة الجذور العميقة لهذه الصراعات، وتصاعد أنماط الصراعات بالوكالة بين القوى الإقليمية والدولية، وتعارض مصالح أطراف الصراعات.
تبعات الأيديولوجيات الطائفية بنطاقها الأوسع على الاستقرار والأمن الإقليمي والعالمي قد تعمل على ترسيخ الصراعات العنيفة؛ لتصبح الجماعات المتطرفة أكثر قدرة على تجنيد الأتباع، والحفاظ عليهم؛ وذلك استجابة لحلقات العنف الإقليمي بعد أن بات يغلي على نار طائفية، توقدها جهات عدة، داخلية وخارجية. والذي تمارسه إيران بدورها الأكبر؛ باعتبار أن العنف الطائفي يدفع إلى التعصب من أجل تحقيق أهداف طائفية، يهدف إلى تقسيم المنطقة.
بقي القول: إن بروز حالة الاحتقان الطائفي بمستويات غير مسبوقة، الذي تزامن مع ما سمي بـ»الربيع العربي»، وفق مخطط جهنمي في إعادة هيكلة المنطقة، وترسيم حدودها على حساب المصلحة الوطنية، وتفرع جذور المشكلة في مستويات عدة، تاريخية واجتماعية وسياسية، تمت محاصرة أدواته، وقطع الطريق أمام داعميه في المنطقة.. ويُرجح - في تقديري - أن يشهد انخفاضًا خلال السنوات المقبلة.