فيصل خالد الخديدي
مع نهاية كل عام يمر شريط الذكريات ويستدعي الإنسان مواقف مرّت في عامه المنصرم بين سعادة وشقاء وإصرار وخذلان، والفنان التشكيلي أكثر إحساساً وتأثراً بما يحاط به من أحداث وأكثر استرجاعاً لها وتأثراً, ومع مصافحة كل عام جديد يتجدد الأمل وينسج الإنسان كثيراً من الأفكار والتطلعات ليكون أجمل في قادم أيامه، ويستفيد من عامه الذي مضى ويرصد ما تحقق له في عامه من منجزات لتكون رصيداً وإرثاً يتكأ عليها لتكون قاعدة انطلاق وتحفيز لعامه القادم، يكافئ نفسه لما تحقق ويحفز ذاته لما لم يتحقق ويطلق العنان لصوته الداخلي ليكون موجهه الأول وقائده في عامه القادم فمتى ما تصالح الإنسان مع ذاته وحرص أن يصافح العالم بسلام وحب ووئام متى ما تحقق له ما يريد وكان مستعداً للمضي قدماً في طريق النجاح، وليبدأ مع بداية عامه ليكون شخصاً أفضل وليحقق طموحه، ويحث السير لذلك بإنصاف لنفسه وتقدير لذاته, وليقف على عتبات الزمان ويرتب أوراقه ويصنف أولوياته ويحث الخطى نحو أهدافه، فالعمر يمضي ولن ينتظر أحدا مهما كان حجم ماضيه وعظم تاريخه, والإنجاز لا يلتفت لغير طلابه ومريديه من المتخاذلين عنه والشكائين منه ومن قلة حظوظهم فيه, أنت من يقتنص الفرص بل من يوجدها، كن صانعاً للحدث وليس جزءا منه فقط, فمن سلب قرار نفسه فهو لما سواه أضيع، وكن أنت كما تريد وليس كما يراد لك، ابحث عن تفردك من ذاتك وابعث النور من داخلك ليضيء لك قادم أيامك، ويعبد لك طريقك الذي أمامك, كن أنت متفرداً فالعام مليء بالنسخ المكررة ولم يعد يحتمل المزيد منها، كن أنت وابحث عن ذاتك في ذاتك وطور أدواتك وأجعل عامك القادم محملاً بالأهداف ومكللاً بالإنجاز فالعمر يمضي والأثر يبقى، اجعل منافستك مع ذاتك ليكون يومك أفضل من أمسك وغدك أجمل من يومك، اجتنب الصراعات التي تستهلك كل طاقتك الإبداعية في منافسة لن تكون عادلة لذاتك مهما كانت مكاسبك فيها فخسارتك مع ذاتك لا تعادلها خسارة، فالوقت الذي تصرفه في الصراع مع الآخرين أولى أن يصرف في تطوير ذاتك والارتقاء بمواهبك فالعمر يمضي والإنجاز يبقى...