رمضان جريدي العنزي
إيران تريد الذبح والتفجير والخراب والتدمير، تريد أن ترهب الآخرين وفق صور شتى، مرضاة للشيطان وتقرباً له، تستهدف هي وعملاؤها وأذنابها كل شيء حي متحرك ونابض، تريد أن تكون المحاسب والرقيب، والمخطط والفاعل والمحرض، تريد أن تخترق كل شيء، تتصرف وكأنها المثالية في العالم، تريد أن تكون عمود العالم وسقفه، تحسب نفسها دولة مغايرة، وأنها المحار والجوهر، والغيمة والضباب والسحاب الثقيل، تريد الاستهداف والاستحواذ والهيمنة، وأن يدور العالم كله في فلكها، وما علمت بأنها موطن الجهل والتجهيل، ومنبع الأساطير العتقية، والحاوية لكل قطيع المرتزقة والانتهازيين والمزورين والخونة، والبائعين أوطانهم ومبادئهم وضمائرهم، إيران تعصف بها منظومة الكذب، والترويع السلطوي، والإرهاب المسلح، والتخدير الفكري، ومواطنوها يقبعون في دهاليز الظلام، وكهوف القرون الوسطى، بينما يتسلق العالم الذي تحاول الهيمنة عليه سلم التنمية والتطور والرقي الإنساني، إن القراءة الواقعية للمشهد السياسي الإيراني يؤكد تعاظم منظومات التحايل السياسي وتناسلها وانشطارها أفقياً. إن إيران تمارس الهروب إلى الأمام من الاستحقاقات المحلية والإقليمية والدولية، لكنها في المقابل وفي الوقت نفسه تشرعن للفساد السياسي، وتنمي المفسدين السياسيين، وتصفق لهم، وتحاول إفشال كل حركات الخير، وأعمال السلام والنماء. إن إيران أضحت تتصدر قائمة الدول الفاشلة والخطرة والراعية للإرهاب، وقيمة الإنسان الإيراني عندها مفقودة، بل في الحضيض، ويأكل من الأرض كما يأكل النمل والدود، شهدت إيران تطبيقات دموية غاية في البشاعة والبطش المطلق استهدفت شعبها، وشعوب العالم الآخر، وفق نظرية مخارجها الدم والفساد واللصوصية، مستخدمة بذلك فلسفات ونظريات وهمية ومفتعلة. لقد تصاعدت كوارث إيران التي يدفع العالم المتحضر ثمنها، فأجادت صنع البؤس، والشعارات الكاذبة، لقد مارست العمائم الحاكمة هناك الاحتيال السياسي المنظم، ليتسلقوا سلم النهب الحر، والثراء الفاحش على حساب المواطن الإيراني الفقير الذي يئن تحت وطأة الفقر والعوز والحاجة. إن العمائم الحاكمة في إيران لا تتعظ من سلوكياتها الخاطئة، ولا من نتائج سياساتها الرمادية، وفسادها السياسي الذي أزكم النفوس، في ظل تعاظم دورها في النهب والسمسرة. إن مشكلة الإيرانيين في نظامهم السياسي، الذي صنع لهم المصائب العظام، وأوقعهم في الفخوخ الكثيرة، وفق مبررات وهية كاذبة لا أصل لها، إن تطلعات الشعب الإيراني بالرفاهية والتقدم في العيش والأمن والسلام، أصبحت من ضروب الخيال، لأن العمائم الحاكمة المنتفعة تحرق الشعب من أجل البقاء، والحصول على المنافع. إن العمائم الحاكمة في إيران تعيش في إبراج عاجية، بينما يمارسون على الشعب الإيراني الترويع المسلح، والقمع الفكري، والتجهيل المجتمعي والتسطيح. إن التغيير يقع على عاتق الشعب الإيراني، وهو الذي تعرض ويتعرض للابتزاز من أصحاب العمائم الحاكمة صانعي البؤس والفقر والشعارات الكاذبة والمشاريع الفاشلة، ولعل الحقائق في ذلك تثبت بوضوح تام لا يقبل الشك والتخمين، إن على الشعب الإيراني الذي لدغ من جحر العمائم الحاكمة مرات كثيرة ومهولة، وذاق بفعلهم البؤس والموت وهام في الطرقات طريدًا، أن ينهض كالمارد لترسيخ نظام سياسي جديد يمثل تطلعاته بالحياة الكريمة، والعيش الرغيد، وتحقيق المكانة التي تليق به.