فهد بن جليد
في المدرسة يُلَقِّبه الصغار بـ ( Va-Va-Voom)، يتهكَّمون عليه طوال الوقت بسبب تلعثمه الواضح في نطق حرف الـ V، كتب لمُعلمته ذات يوم أنَّه يحلم بأن يظهر على التلفزيون، وكانت المُعلمة تقرأ حُلم كل طالب وتُشجعه، وعندما جاء دوره طلبت منه الوقوف أمام زملاءه في مُقدمة الصف؟.
توقع أنَّها ستُشجعه أو ستمنحه نجمة ذهبية كما تفعل مع البقية، لكنَّها سخرت منه بشدة وأحرجته أمام الجميع، وسألته لماذا تُريد أن تظهر على التلفزيون؟ - فرغم أنَّها تعلم بتلعثمه وصعوبة إجابته - أمطرت عليه الأسئلة: هل ظهر أحد من المدرسة على التلفزيون يوماً؟ هل سبق أن ظهر أحد من عائلتك على التلفزيون؟ كيف سيجعلونك تظهر على التلفزيون بهذا الشكل؟ .. إلخ، وهو يُحاول الإجابة ولا يستطيع يتلعثم ويجد صعوبة في الكلام، اليوم - كما يقول - يحرص على إهداء مُعلمته في كل عيد (شاشة تلفزيون مُسطحة) كي تراه، وتعلم أن إهانتها له وتحطِّيمه في تلك السنة لم ينجح، إنَّه (ستيف هارفي) أحد أشهر من يُضحِكون المُجتمع الأمريكي، الرجل الذي يملك حضوراً ارتجالياً جعل منه نجماً ساطعاً في سماء الإعلام لسنوات طويلة, فهو يقدم العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية والمسرحية والدرامية الشهيرة، تبقى قصته خالدة ومُمتعه كلما رواها، وكيف حقق حلمه أخيراً رغم طفولة التشرد التي عاشها؟.
هناك عشرات القصص المُلهمة (محلياً وعالمياً) التي يجب أن نسمعها ونرويها على مسامع الصغار بين الفينَّة والأخرى، أهمس في أذن طفلك قائلاً: لا تجعل أحد يقتل حلمك (بتعليق سلبي) عابر، حدد هدفك وانطلق نحوه بوضوح وعزم وصبر، ستحققه حتماً متى ما كُنت مؤمناً به حقاً ومهما كان حجم الصعوبات أمامك، ما أحوجنا لسماع ذلك في البيت والمدرسة ( معاً) لزرع الثقة في نفوسهم، أو على أقل تقدير أن نجعل الطُرق أمامهم واضحة ليسلكوها بشجاعة، مُعظم المشاهير والنجوم واللاعبين والفنانين اليوم عانوا في بدايتهم من سخرية أو عيَارة ما على طريقة (Va-Va-Voom) ولكنَّهم تركوها وراء ظهورهم.
وعلى دروب الخير نلتقي.