م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. في ثلاثة أجزاء أصدر الدكتور محمد أسعد نظامي تالش - وهو أستاذ اجتماع «إيراني»، يعمل في جامعة الملك سعود - هذه الموسوعة المهمة جدًّا عن علم الاجتماع الذي ما زال يعاني من الشح الشديد في مادته العربية. وحسب إفادة المؤلف في تنويهه في مقدمة الموسوعة فإنه كان مدفوعًا باهتمام ورعاية كريمة من سمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز الذي طرح الفكرة، وتابع تنفيذها، ودعمها ماديًّا ومعنويًّا حتى نشرها.. إضافة إلى زملائه في الجامعة الذين ذكرهم في المقدمة.
2. المجلد الأول أسماه: «قراءة المجتمعات».. وقدم فيه صورة جامعة عن الحياة الاجتماعية، ومختلف عناصرها، وخصوصياتها من منظور علم الاجتماع. المجلد الثاني أسماه: «المعيار الاجتماعي».. وهو تعريف بطبيعة المنهج العلمي لعلم الاجتماع وقضاياه الأساسية. المجلد الثالث أسماه: «كيف تفكر المجتمعات».. وهو عن نظريات علم الاجتماع ودورها في تفسير الظواهر الاجتماعية.
3. في الموسوعة لم يقدم الدكتور «نظامي» قراءة لمجتمع ما.. بل قدم درسًا أكاديميًّا مبسطًا، لكنه شامل عن علم الاجتماع.. تاريخ ونظريات وعلماء وعلوم وفكر وتطبيقات.. تكلم عنها كلها عرضًا وشرحًا باختصار مع إشارة إلى المراجع لمن أراد الاستزادة.. ولم يكن له غير هذه الطريقة وإلا لصارت الموسوعة عشرة أجزاء لا ثلاثة.
4. هذه الموسوعة عانت مما تعانيه أغلب المؤلفات والترجمات عن علم الاجتماع باللغة العربية، وهي صعوبة الصياغة أحيانًا، أو أنها تخاطب وتهتم بالمتخصص فقط وليس القارئ العام.. ومع هذا تظل الموسوعة مهمة جدًّا؛ فهي تؤصل لعلم الاجتماع وعلمائه، وتؤرخ لتدرج نشأته وتكوينه.. وتعرِّف بالفروقات والاختلافات بين نظرياته.. وتهيئ الدارس المبتدئ للانطلاق بعمق في هذا العلم العظيم الذي يراه «أوجست كانت» أنه رأس العلوم وخاتمتها.. وهو جهد كبير مشكور ومقدر، يثري المكتبة العربية بإضافة هي في أمسّ الحاجة إليها.
5. بقي أن أشير إلى أن مثل هذه المشاريع الثقافية الكبرى لا يمكن أن تقوم بجهد أو تمويل فردي؛ لذلك يكون دائمًا وراء إنتاجها مؤسسات ثقافية حكومية.. لكن هذه الموسوعة كان وراءها الأمير الدكتور: عبدالعزيز بن سطام الذي لولا توفيق الله ثم رعايته الكريمة لكان من العسير على الدكتور «نظامي» أن يقوم بتأليف الموسوعة ومن ثم إصدارها بهذه الطباعة الممتازة.