((خمسين عامًا عشتها يا أم فواز بين الوفاء والود، أصبحت محتارًا)). كيف لا تكون تلك المشاعر لتوأم روحي ولمن قاسمتني أفراحي وأتراحي على مدى نصف قرن مضى، وأنت نعم الزوجة الوفية التي تشع نورًا ووفاء، ليس على زوجك وأولادك فحسب، بل على كل من شرف بمعرفتك من غير الأقارب، فليس ذلك بمستغرب؛ فأنتِ رمز في الوفاء، وسنام في الإخلاص. وقد تكون شهادتي مجروحة، ولكن كنت أتمنى مع الاستحالة لو رأيتِ بأم عينيك ذلك الحشد الذي تشرَّف بالصلاة على جنازتك وتقديم واجب العزاء لي ولأبنائك وإخوانك؛ فالناس شهود الله في أرضه. وهذا الود لم يأتِ من فراغ، بل كان ردًّا لجميل بذلته يداك إبان حياتك، وهو ثمرة هذا الوفاء بعد وفاتك.
وأخيرًا أسأل الله في علاه أن يجعل مسكنك روضة من رياض الجنة. وثقتي بالله لا حدود لها بإجابة هذا الدعاء. وأخيرًا لا نقل إلا ما يُرضي ربنا. إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا لعلى فراقك يا أم فواز لمحزونون. جمعني الله وإياك ووالدينا وذرياتنا بمقعد صدق عند مليك مقتدر.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
سليمان بن فواز الفوازى - عضو المجلس المحلي بمحافظة النبهانية سابقًا