مها محمد الشريف
إن أهم ما يمكن ملاحظته في إطار التأثير الشعبي، تلك الأضواء على الجهود المبذولة استعداداً لذكرى اليوم الوطني الـ88 للسعودية، الذي يصادف يوم الثالث والعشرين من سبتمبر الجاري، تقديراً للوطن وانتماء لأرضه النقية، فالطموحات ترسمها الشعوب بكل الألوان، وقوة الحجج تجعله من الإيمان، فتاريخ الفكر يدل على صواب الولاء والحب، حيث يعتبر صفات قيمة تكمن في الأصل.
وبالطبع فإن العديد من الكتاب وأهل الفكر خصص كل منهم مساحة شاسعة للتعبير عن تاريخ الوطن وأكبر الإنجازات لهذه الأرض الغنية بالقيم والمبادئ والعطاء، ففي التعبير كرامة وقيمة للفكر عند الإنسان؛ كما أنها سيّر وحقائق يسجلها التاريخ، فمن على ضفاف هذا الوطن الكبير تبحر سفينتا نحو مستقبل واعد تزدهر أرضه رياحين يانعة وتشرق الحياة أملاً ونوراً.
فقد شكلت نهضة بلادنا صرحاً عظيماً من التقدم، ولعل الجانب الاقتصادي له أكبر الأثر في هذا التطور، وأعمق الأسس التي رفعت هذه الدولة العظيمة، لكي تسير نحو عالم متطور تقني بخطى ثابتة وسريعة، وقد حققت إنجازات ضخمة على الصعيد العالمي والإقليمي والعربي، وهذا شكل للوجود الإنساني غاية تربط بين الشعب والدولة.
والاحتفاء بالوطن واجب وقناعة يقينية تنشر الحب والولاء، والمظهر الأساسي لهذا الإيمان يكمن في الدفاع عن الدين والوطن والمليك، وفي يوم الوطن نعيد كل عام هذا التاريخ المشرف والناصع الذي أسسه المغفور له الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- صروحاً عالية عميقة جذورها قامت عليها حضارة وبناء عظيمين سجلها التاريخ في جوهره.
لقد صنع هذا الرجل العظيم لتاريخ المملكة العربية السعودية حضارة دونتها الكتب ورت عنها الأمم أجمل الروايات والقصص، وهذه هي حقيقة صانع التاريخ لبلد يعد قبلة المسلمين ومحط انظارهم وروحهم النابضة في العالمين الإسلامي والعربي، وفي فضاءات الوطن الكل يعمل بإخلاص لإكمال مسيرة المؤسس -طيب الله ثراه-، ومن أجل ربط الحقب الزمنية بالعصر العلمي والتقني الحديث وبالمجتمعات الدولية، وهذا يعود إلى فضل السياسة الحكيمة التي تنتهجها دولتنا الرشيدة.
ففي زمن العولمة الثقافية والاقتصادية، أصبح كل شيء بهذا العالم في متناول الجميع بكل مواده المتنوعة وخصائصها، ثم إن المشهد يعبر عن ذاته بكل ما فيه، فكثير من الناس يصنع الأسباب ليعيشها، ويخلق الفرص التي يحتاج إليها في جميع أنحاء العالم، ولكن في عالمنا نحن، الدولة هي الممول وهي الراعي الرسمي لكل ما يحتاج إليه الوطن والمواطن، وهي التي تخلق الفرص والأسباب.
جعلت معياراً ملحوظاً يتغلب على العقبات، وصنعت قيمة استعمالية في متناول المستهلك والتاجر، واستقطبت الطاقات وحققت الاحتياجات الضرورية والكمالية، سواء على الصعيد المعرفي أو الحوار أو عالم الاتصالات، لم تبخل الدولة الرشيدة بشيء، فأصبح العالم في عيوننا قرية صغيرة، جميع المطالب تتحقق وتتنامى بشكل مطرد وهكذا يكون العطاء، فحينها لا يحتاج الحب إلى حجج ودلالات وإثبات، إذ يهدف الاعتبار إلى الوفاق، ويكون قادراً على استنتاج غرضه من البرهنة العاطفية التي تمجد الأوطان، وتجدد هويتها مع كل مفهوم عالق بمسألة الحب والتفاؤل والأمل التي يتشكل بها جوهر البشر.