خالد الربيعان
هناك في كرة القدم اثنان «رونالدو» .. أحدهم هو رونالدو الخارق مع الاعتذار للجميع، لقبوه بالظاهرة لأنه بالفعل كذلك! إصابة الرباط الصليبي، شبح الموت للاعبي كرة القدم، زارت رونالدو ليس مرة بل اثنتين، بعدها يعود، يفقد وزنه الزائد، يتدرب وفي النهاية وجدناه يقود البرازيل لإحراز كأس العالم كوريا واليابان، ويصبح هو هدافها !
أعدكم بأكثر من مقال ومادة نتكلم فيها عن رونالدو الظاهرة.. البرازيلي رونالدو نازاريو.. كي نغطي بعضا من قصته العجيبة داخل وخارج الملعب، ولكن، ماذا عن رونالدو الآخر.. البرتغالي كريستيانو .. اللاعب الشركة، وظاهرة التسويق الرياضي ؟
كيانات في عالم التسويق والاستثمار الرياضي قامت بدراسات وتحليلات على انتقاله لبلد السحر والحضارة الرومانية، إيطاليا، وتأثير الـCR7 على كل شيء، هناك يربط بينه وبين أنشطة التسويق والمداخيل والأثر الرياضي الملحوظ.. قبل كل هذا إدارة يوفنتوس نفسها قامت بذلك التحليل..فما النتيجة.
النتيجة أن كل شيء هناك تغير منذ مجيء رونالدو، وقلنا بالأرقام كيف أن نصف مليون قميص يتم بيعه لا نقول في اليوم الأول من طرحه بل لنقول أول شهر! يظل الرقم قياسيا مع ملاحظة أن الوقت يمر والمبيعات في ازدياد.
يوفنتوس وإدارة التسويق الرياضي هناك توقعت عدة أرقام، في محاور التسويق وطرق الربح وهي، البث التليفزيوني: وجدت أن أرباح البث المتوقعة خاصة في ظل توقع أداء فني أقوى في دوري الأبطال : 255 مليون يورو بدلاً من 200 مليون، ثانياً مبيعات التذاكر: قبل مجيء رونالدو مبيعات التذاكر 56 مليون يورو ، بينما المتوقع بعد مجيئه وامتلاء المدرجات :70 مليون يورو .
العنصر الثالث وهو الرعاية: كانت القيمة الموسم الماضي 114 مليون يورو، أما بعد مجيء الـ CR7 فالطموح يزداد في عقود الإعلانات ليكون الرقم المتوقع 235 مليون يورو، والعنصر الرابع وهو: منصات التواصل الاجتماعي، تسويق علامة اليوفي التجارية عبر فيس بوك وسناب وتويتر و يوتيوب وجوجل، 330 مليونا عدد متابعي رونالدو !
إنهم أكثر من متابعي رئيسي الولايات المتحدة الحالي والسابق معاً ! كانت قوة منصات تواصل رونالدو مذهلة، منصات يوفنتوس زادت10 ملايين متابع ..في شهر توقيع رونالدو للنادي .
على الجانب الآخر، فإن الخبراء وجدوا أن رونالدو لن ينقذ الكرة الإيطالية وحده، خاصة في ظل عدة مشاكل تضعها في خطر ، أولها حظر الرعاية من قبل شركات المراهنات والقمار، كانت تدخل للأندية سنوياً140 مليون دولار، والثانية مشاكل مادية تواجه الشركة المالكة لحقوق تسويق الدوري، وهو ما يعني خسارة الأندية ما قيمته 38 مليون يورو أخرى، والثالثة مشكلة انهيار رعاية بطولة كأس إيطاليا مع شركة القطارات الحكومية tren Italia ، مشكلة دوري الدرجة الثالثة واحتمالية انهياره للمشاكل المالية التي تواجه أنديته الـ59 !
مشكلات حقيقية تواجه دوري عريق .. يجب أن نتوقف عندها لتلافيها وتفاديها، أما عن رونالدو وعن آخرين مثله ، لا يمكن أن يحلوها بمفردهم، ولكن الأكيد: هو أن ظاهرة تسويقية مثل رونالدو مفيد ومفيد جداً، لناديه أولاً وبدرجة مذهلة، وللدوري ككل كقيمة، تشعر بذلك بنفسك عندما ترى حجم مشاهدة مباريات يوفنتوس من الجمهور العربي .. والتي زادت جداً !
جو غريب !
أجواء لم تشهدها مدينة تورينو منذ فترة طويلة، الصحف جميعها في الصفحة الأولى صورة كريستيانو، الكثير جداً من الشباب والأطفال بقميص اليوفي باسم الوافد الجديد، قميص يباع كل دقيقة، إحصائية فعلية، في أول يوم من أيام الوصول، اليوفي أصبح الأول بين أندية العالم مشاهدة لمنصته في YouTube التفاعل على منصات النادي كان 3 ملايين قبل شهر، وفي شهر الـ CR7 كان التفاعل رقمه ... 36.3 مليون !