رقية سليمان الهويريني
تأتي ذكرى التوحيد لهذا الكيان الكبير في الوقت الذي تكتوي فيه بلدان عديدة من نيران الحروب، ويتهاوى اقتصادها بسبب سياسات رعناء، ويتمزّق نسيجها الاجتماعي نتيجة لصراعات مذهبية وتوجهات فكرية متطرفة!
وحين نكتب في يوم الوطن؛ فنحن نتحدث عن مشاعر تفيض بالحب والانتماء لهذا البلد الغالي، مع اليقين بأن حب الوطن ليس شعارات ومشاعر نغدقها في كل مناسبة وطنية فحسب، بل هو عمل وعطاء بكل وسيلة متاحة يمكن أن تسهم في بنائه.
ولعلي أكرر أمنية سبق أن طرحتها وهي أن تعرض كل وزارة منجزاتها أمام المواطنين في يوم الوطن، لأن هذا يحقق الرضا، وينشر السرور، وعليها أن تعتذر عن التقصير وتبرر أسبابه. وقد تكون هذه فرصة لتنافس جميع الوزارات والهيئات بالعمل الدؤوب لعرض منجزاتها أمام القيادة والمواطن الذي أصبح واعياً ومتطلباً وطموحاً وناقداً - بلا تردد - لكل خطأ أو تقصير.
أما في يوم الوطن كل عام؛ فإني أستشرف بلداً شفافاً أمام مواطنيه، ليس بالقرارات والأخبار فحسب، بل بعرض الإنجازات وخطوات تنفيذها وما يقابلها من صعوبات؛ ليشعر المواطن أنه شريك فيها، مقدّراً للعمل وما يواجهه من عقبات وتحديات.
إننا نفرح وننتشي حين نسمع بإرساء مشروعات عملاقة في بلدنا وترصد لها المليارات، ولكننا بالمقابل نصاب بخيبة أمل حين نرى أموالاً تبدد وأوقاتاً تضيَّع دون أن ينال المشروع حقه من خطط التنمية الواعدة في ظل طفرة اقتصادية هائلة وميزانية حكومية ضخمة.
ولئن كان هذا العام 2018هو عام إنصاف المرأة السعودية وتكريمها بدخولها ميادين كانت مغلقة أمامها، وانخراطها بمجالات كانت محرومة منها، والتحاقها بقطاعات كانت حكراً على الرجل؛ فإننا ما زلنا نستشرف مستقبلاً مشرقاً في وطن تبزغ شمسه صافية كل يوم وتتخلّل أشعتها قلب كل مواطن وهو آمن مطمئن، فلا يشكو من قصور خدمة، أو عنف من مستقوٍ، أو اعتداء على حق أو عدم الحصول عليه.
كل عام ووطني ومواطنيه في أمن ورخاء ونماء واستقرار.