فهد بن جليد
أرجو أن يسمح لي الرقيب الإعلاني في صحيفة «الجزيرة» في ذكر اسم شركة (الخريف) وشكرها، لا تربطني بهم أي مصلحة تجارية أو عملية -لا من قريب ولا من بعيد- ولكنَّ مُبادرتهم الوطنية الرائعة (لغتنا واحدة) هي التي تدفعني لشكرهم، من باب تشجيع بقية الشركات والمؤسسات الوطنية الأخرى للقيام بخطوات ومبادرات مُماثلة ضمن المسؤولية الاجتماعية التي ننشدها وندعو لها دوماً، المبادرة تهدف لعقد دورات مجانية لمنتسبي القطاعات الأمنية والخدمية التي ترتبط بالجمهور وتتعامل معهم، من أجل تعريفهم بلغة الإشارة للصم والبكم، وتطوير أساليب التعامل مع هذه الشريحة الغالية في مجتمعنا، والغرض دائماً تسهيل عملية التواصل والاستيعاب الصحيحة والسريعة والمرنة بين الموظفين في الخطوط الأمامية والخدمية، وبين مستخدمي هذه اللغة في التعامل، بهدف إرضاء أفراد هذه الفئة وإشعارهم بأهميتهم والترحيب بهم وخدمتهم، بما يتوافق مع قيم المجتمع السعودي النبيلة، وتعاليم ديننا الحنيف.
حتى اليوم تم تدريب نحو 600 موظف وموظفة في مختلف مناطق المملكة، والعمل جارٍ للتنسيق مع المزيد من الجهات والموظفين، والأجمل أنَّ هذه المبادرة السعودية المجتمعية توسَّعت وتطوَّرت لتشمل (موظفين خليجيين) حيث سيتم عقد دورة في (دبي) قريباً لتدريب المزيد من الموظفين الراغبين في تعلم لغة الإشارة، إضافة إلى خطوة عربية أخرى حيث يجري الآن الإعداد لعقد دورة تدريبية مشابهة في مقر جامعة الدول العربية، وهو ما يؤكد أنَّ بلادنا وشركاتنا الوطنية مصدر خير وإشعاع نور للجميع.
العديد من القصص الإنسانية والمواقف المحرجة والصعبة التي عاشها أصحاب هذه (اللغة) في عدم قدرتهم على التواصل مع الآخرين بسهولة، يجعلنا نرحب بمثل هذه المبادرة ونشجعها لأنَّها تجعل لغة الإشارة معلومة ومفهومة عند الشريحة الأكبر من الناس والموظفين تحديداً، وهو ما يبعث على حياة جديدة ووقع مختلف على مستخدميها، ويمنحهم فرصة أفضل لتجوِّيد حياتهم، ليس من باب الشفقة والرحمة بمحاولات واجتهادات فردية وشخصية ممَّن يقابلونَّهم أو يتعاملون معهم, بل بعقد شراكاه وتواصل وبناء جسور ثقة وتفاهم (بلغة واحدة) لفهم رغباتهم، وتلبية طلباتهم، والتعامل معهم بشكل طبيعي.
وعلى دروب الخير نلتقي.