عروبة المنيف
نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية نتائج دراسات لبحوث نفسية تتعلق بطريقة تربية الأطفال الناجحين، وقد استنتجت الدراسات عدم وجود وصفة جاهزة لتنشئة أطفال ناجحين، ولكن توصلت لوجود عدة عوامل تتنبأ بنجاح الأطفال. وبشكل بديهي فإن أغلب تلك العوامل هي من الوالدين، فكل عامل من تلك العوامل ارتبط بدراسة أو أكثر أجريت في أعرق الجامعات الغربية ولفترة زمنية امتدت لسنوات، من خلال متابعة الأبناء منذ الطفولة إلى مراحل متقدمة من حياتهم لمعرفة مستويات تحصيلهم من عدة جوانب.
لنستعرض بعض تلك العوامل ولنفكر أين نحن كوالدين منها في ظل الظروف الحالية وعلى الأخص تلك المتعلقة بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية والتقنية وغيرها.
1 - أول تلك العوامل المشتركة بين الوالدين لأبناء ناجحين، هي عملهم الدؤوب لجعل أولادهما يساعدوهما في الأعمال المنزلية، فالأطفال الذين تمت تربيتهم على المساعدة في الأعمال المنزلية يصبحون موظفين متعاونين مع زملائهم في العمل، متعاطفين مع الآخرين، مسؤولين، ومستقلين.
2 - تعليم الوالدين لأولادهما المهارات الاجتماعية، فهناك علاقة طردية بين مهارات العاملين البالغين ومهاراتهم عندما كانوا في سن الروضة قبل عشرين عاماً، فالأطفال المتعاونون مع أقرانهم هم مساعدون للآخرين، يتفهمون لمشاعرهم الشخصية، يحلون مشاكلهم بأنفسهم، حصلوا على درجات تعليم عالية، أنهوا دراساتهم الجامعية وحصلوا على وظيفة بدوام كامل قبل أقرانهم ممن لديهم محدودية في تلك المهارات.
3 - لدى الوالدين توقعات عالية من أبنائهم، فالتوقعات التي يحملها الوالدان لأبنائهم تأثير كبير في تحصيلهم، فمن يرون مستقبل أبنائهم الجامعي أمامهم يعملون على توجيههم بذلك الاتجاه.
4 - الرباط القوي بين الوالدين والأبناء والعلاقة الصحية بينهما، فالأطفال في الأسر التي تعاني من نزاعات مستمرة كانوا أقل تحصيلاً ونجاحاً من الأطفال لوالدين وضعهم العائلي صحي ومترابط.
5 - يحمل الوالدان درجات علميه عالية وعلى الأخص الأمهات، فالأمهات المتعلمات ينشئن أولادهن على محبة التعليم.
6 - يدعم الوالدان أطفالهما في سن مبكرة ويقوون علاقاتهما معهم، فالأطفال الحاصلون على رعاية طفولية جيدة في أول ثلاث سنوات من أعمارهم «الوقت النوعي» يكون تحصيلهم الأكاديمي والوظيفي المستقبلي أفضل وعلاقاتهم الاجتماعية أكثر صحة من غيرهم.
7 - كون الوالدين أقل توتراً، فكلما كان الوالدان سعيدين، ينقلان العدوى لأبنائهما.
8 - تقدير الوالدين لعملية بذل الجهد من قبل الأبناء، فلتعليم الأطفال أهمية السعي وبذل الجهد دور كبير في نجاحهم، فالذكاء وحده ليس مقياساً للنجاح، والفشل ليس برهاناً لعدم الذكاء.
9 - أمهاتهم عاملات، فأبناء الأمهات العاملات تحصيلهم الدراسي والوظيفي والمالي أفضل من أبناء الأمهات غير العاملات.
10 - وضعهم الاقتصادي والاجتماعي مرتفع، فكلما زاد دخل الوالدين كانت درجات الأبناء في تحصيل الاختبارات الأكاديمية أعلى.
11 - كون الوالدين حازمين، لا متساهلين ولا مستبدين، إن توجيه أطفالهما بأسلوب حازم، يعلمهما احترام السلطة لا مخافتها.
12 - تعليم أطفالهما المثابرة، لارتباط تلك القيمة بالتحصيل العلمي، فيتعلم الطفل التخيل والالتزام بالمستقبل.
13 - تطبيق الوالدين أساليب السيطرة السلوكية على أطفالهما لا السيطرة النفسية، فالأطفال الممارس عليهم سيطرة نفسية أقل ويوجه سلوكهم بطرق عقلانية هم أكثر رضا وسعادة عند البلوغ.
14 - وأخيراً، تقدير الوالدين لأهمية التغذية الصحية والعادات الصحية، فالأبناء الناجحون يدركون أهمية العادات الغذائية في التركيز والإنتاج، والوالدان خير مثال لأولادهما.