خالد بن حمد المالك
لا تستغربوا ما تحدَّث به المواطنون من حب صادق لهذا الوطن؛ فهو مظلتهم، وسكنهم، وسكينتهم، وأنسهم، ومبلغ سعادتهم.. وما من استقرار لهم وحياة سعيدة وأمن وارف بدون وطن مستقر كهذا الوطن.
**
جلت في بعض شوارع الرياض، وشاهدت صورًا لمدن أخرى، فرأيت فيها ما يعبِّر أصدق تعبير عن هذا الحب الجارف، وبعفوية وتلقائية لا تصدر إلا ممن يهيم عشقًا، وتبلغ السعادة مبلغها في حبه لوطنه.
**
الناس يتبارون في التعبير عن مشاعرهم، ويتسابقون في إظهار مواقفهم في الذكرى الـ88 لانطلاقة المملكة، وهو ما لا يمكن أن يأتي هكذا لولا الشعور بالولاء والإخلاص والحرص على أمن واستقرار هذه البلاد.
**
الإنجازات الكبيرة، التطور السريع، الأمن والاستقرار.. هذه بعض ما جعل المواطن يخرج إلى الشارع، ويوجَد في الميادين؛ ليعبِّر عن فخره واعتزازه بوطن يضم الحرمين الشريفين، وتقف بلاده ضمن أقوى دول العالم اقتصاديًّا.
**
هذا المواطن لا ينتظر دعوة ليعبِّر عن مشاعره، ولا تحفيزًا ليقول كلامًا جميلاً تستحقه بلاده، وإنما هو بإخلاصه وصدقه وولائه يجد نفسه في موقع المسؤولية؛ ليظهر من مخزون حبه ما يجب أن يقال ونحن نحتفل بذكرى هذا الحدث الكبير والمهم والعظيم.
**
الصور التي رأيناها، والمشاهد التي مرت بنا، والزينات التي غطت السماء والأرض وما عليها، واللون الأخضر بالعَلَم السعودي، وعبارات التبجيل للوطن الغالي، وصور الملك وولي العهد وهي تتصدر الكثير من المواقع، جميعها بعض ما أثار مكنون هذا الحب؛ لينطلق إلى الآفاق كما رأينا.
**
نريد أن نرى هذا الحب كل يوم، أن نشاهده باستمرار، لا نريد أن نحتفظ به في صدورنا، ونخفيه بانتظار مثل هذه المناسبة الخالدة؛ فنحن في وطن يجدر بنا أن نتعامل معه دائمًا بهذه الروح، وبهذا السمو في التعبير؛ لأنه أهلٌ لذلك، ونحن مطالبون بأن نزرع هذا الحب، ونكثر منه يوميًّا، وعلى مدار السنة.
**
وهكذا تكون العلاقة بين الوطن والمواطن، إخلاص بلا حدود، ووفاء مستمر، وتعاون ضد كل متآمر، وحشد ضد كل خائن؛ فالوطن هو للمخلصين، ولا يستحقه مَن يكون موقفه مخالفًا لذلك، ولا يجب أن يهنأ به من له موقف مضاد لمصالحه.
**
لقد أدركنا جميعًا هذه الإنجازات، واستفدنا جميعًا من كل الفرص المتاحة؛ لنكون بين أسعد شعوب العالم، وما زال العطاء مستمرًّا، والخدمات تتوالى، والنظر إلى كل المواطنين على أنهم شركاء في خير هذه البلاد، بعدل ومساواة، وعدم استثناء أو استبعاد أي مواطن من ذلك.
**
تحية للوطن قيادة وشعبًا؛ فهذه فرصة ليبوح كل منا بما لديه من رأي أو وجهة نظر عن الوطن، وعن القيادة، وعن هذا الشعب، تخليدًا لهذه الذكرى التي تحفز وتؤسس للمزيد من النجاحات.