صورة مختلفة للقادة يكرِّسها سمو الأمير محمد بن سلمان، وهو يجمع بين خزين تجربة الأوائل في إدارة الدول وتفاعلهم الإيجابي مع قضايا المنطقة والعالم، وروح الشباب وحيويته المتناغمة مع حركية الزمن ونبضه، إدراك سموه لضرورات فهم وتفكيك معادلة العلاقة الملتبسة بين العموميات والخصوصيات في زمن العولمة دفعه للتعامل مع القضايا المطروحة بذهنية جديدة عمادها الانفتاح على الآخر والحفاظ على الهوية، لا يكف منذ انخراطه في العمل العام عن البرهنة على قدرة الإصغاء للمستقبل ومتطلباته المتشعبة في أكثر من اتجاه والمتقاطعة في العديد من المواضع لتلتقي في نهاية المطاف عند أثر عميق تتركه العموميات على التفاصيل الصغيرة والكبيرة، ودور للتفاصيل في الإجابة على التحديات الأكبر والأعمق أمام هذه المعادلات ذات التركيبة المعقدة عمل سموه جاهدًا على توليف عوامل البناء وتشبيكها لنسج مظلة أمان تجنب البلاد والعباد في منطقة تترنح خطر تقلبات النظام العالمي وآثارها السياسية والاقتصادية على المنطقة. وفي توليفات سموه تظهر واضحة تقديراته للتفاصيل وإدراكه لحاجات البلاد والمنطقة وحرصه على توسيع مديات الأفق الذي يتحرك فيه، فهو يتعامل مع مجتمعات وشباب واقتصادات ما بعد العولمة كما هي طبيعة الأشياء، كان لا بد من توفر منظومة مقومات للاضطلاع بهذا الدور والقيام بهذه المهمات التقت في شخصية سموه لتصيغ قصة نجاح سعودية أخرى تلهم دول المنطقة وتبرز الجوانب الحضارية في شخصية العربي والمسلم القادر على إبهار العالم بالقدرة على إيجاد الحلول لدى الوقوف أمام المنعطفات الصعبة والحادة. أبرز المقومات التي حظيت باهتمام كل ذي بصر وبصيرة على سطح البسيطة روح الشباب وحيويته، عمق فهم الظواهر، جرأة التفكير من خارج الصندوق، وضع الإستراتيجيات غير التقليدية واتخاذ الخطوات الملائمة مع الجيل الجديد من السلالة المباركة بفضل الباري عز وجل وفي مقدمته سمو الأمير محمد بن سلمان، تواجه مملكة الخير تحديات المنطقة بذهن متقد وعزيمة قوية يستندان إلى تاريخ من الممارسة والمراس السياسيين، وفي ذلك ما يكفي لامتصاص الصدمات وبناء عالم مختلف على أنقاضها يخص سموه بلده الثاني وشعبه الكويتي بزيارة في غمرة احتفال الشقيقة الكبرى باليوم الوطني العزيز على قلوب العرب والمسلمين لتكتسب لقاءات الود التي ستجمعه مع إخوانه في القيادة الكويتية أجواء احتفالية مضافة إلى الاحتفاء بوجودهبيننا لمثل ضيفنا الكبير بقدره مكانة سلالته صانعة حاضر المنطقة والشقيقة الكبرى بلاده العزيزة على الذين تتجه إبصارهم وأفئدتهم كل يوم إلى مهبط الوحي تفتح القلوب وتضاء الشموع ترحيبًا وإيمانًا بما يتمخض عن مباحثات ومداولات أعضاء الجسد الواحد المجربة مناعته.
** **
- الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح