خالد بن حمد المالك
ليس هناك ما هو أوضح وأشجع وأكثر واقعية من أن يقول ملك هو سلمان بن عبدالعزيز (رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي)، فهذا الكلام المختصر البليغ يستند إلى خلفية تاريخية لا يقدم على الالتزام بمثل هذه السياسة في التعامل مع الناس إلا القادة الكبار.
* *
وسلمان لا يكتفي بذلك، فقد اعتاد أن يتحاور مع المواطنين، يسمعهم ما لديه، ويستمع منهم ما لديهم من وجهات نظر في أريحية وتواضع واحترام لآراء الآخرين، معتمداً في ذلك على واقعيته، ومن إيمانه بأننا -كما يقول- إخوان في هذا الوطن وعلى الحق أعوان.
* *
يضيف سلمان من المدينة المنورة، حيث مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم أي شيء يضر بدينكم أو وطنكم أو مواطنيكم فالله يحييكم)، وهو كلام لا ينطق به غير العظماء من القادة والحكام، وسلمان الملك هو أحد هؤلاء القلائل الذين يتحدثون بمثل هذه اللغة الجميلة في عبارتها ومعناها ومحتواها.
* *
الفرق بين المملكة والدول الأخرى، أن هناك حصانة للبعض في الدول الأخرى، بينما هنا في المملكة - يقول الملك سلمان- يستطيع المواطن أن يتقدَّم بشكواه على أي شخص، كما كان يفعل الملك عبدالعزيز، وهناك قصص وروايات خالدة تروى عن الملك عبدالعزيز، حيث انتصر لمواطنين كانت لهم دعاوى ضد أقرب الناس لجلالة الملك المؤسس رحمه الله.
* *
وكما قال خادم الحرمين الشريفين، فالجميع في المملكة سواء، لا فرق بين هذا وذاك، العدل هو أساس الحكم، والوالد المؤسس زرع هذه القيم في أبنائه، وتشرّبها كل مواطن، وتوارثها الجميع جيلاً بعد جيل.
* *
ما قاله الملك سلمان، يظهر السر وراء استقرار وتقدّم المملكة، ويؤكّد أن المملكة ما كان لها أن تحتل هذا الموقع المتقدِّم في كل المجالات، وأن تنعم بهذا الاستقرار والأمن، لو أنها لم تأخذ بما تحدث به الملك سلمان، ومن قبله والده وإخوانه الملوك.