«الجزيرة» - خاص:
ترأس معالي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الاجتماع الجانبي رفيع المستوى بشأن مسلمي الروهينيجا في ميانمار المنعقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة وبمشاركة رئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة واجد ومعالي وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير ومجموعة من ممثلي الدول والمنظمات الدولية والإنسانية، وفِي بداية الاجتماع شكر الأمين العام الوفد الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة لما قدمه من دعم لتنظيم هذا الاجتماع ولجهودهم الحثيثة التي يبذلونها من أجل قضية الروهينجا.. مشيراً إلى الوضع المأساوي للروهينجيين خاصة بعد أعمال العنف التي حدثت في ولاية راخين على يد قوات الأمن المينامرية والذي سبب في نزوح اثنين وسبعين ألف روهينجي من ديارهم.. مؤكداً أن المنظمة العامة للتعاون الإسلامي عقد هذا الاجتماع إيماناً من أهمية المنظمة بضرورة إحاطة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بهذه القضية، وأن تواصل الجهود لحل قضية الروهينجا وضمان مساءلة مرتكبي العنف بحقهم، مرحباً الدكتور العثيمين بالترتيب الثنائي بالعودة الطوعية للاجئين والذي تم بالاتفاق بين حكومتي بنغلاديش وميانمار، ثم ألقت شيخة حسينة رئيسة وزراء بنجلاديش كلمتها والتي شكرت في الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي ممثلة بمعالي الدكتور يوسف العثيمين على التطور الإيجابي الطارئ مؤخراً على القضية الروهينجية خاصة الاتفاق الثنائي لعودة النازحين مؤكدة في السياق ذاته على إكمال مساعي حل الأزمة بالتظافر مع الجهود الدولية، عقب ذلك ألقى معالي وزير الخارجية عادل الجبير كلمة أكد فيه ما تشكله قضية الروهينجا من أهمية للمملكة والدعم المستمر الذي تحظاه من قبل حكومة المملكة العربية السعودية والجهود الإغاثية والإنسانية المبذولة من قبلها ممثلة بمركز الملك سلمان الإغاثي.. مجدداً تأكيده على مواصلة المملكة جهودها لحل قضية الروهينجا، ثم عرض على الحضور فيلم وثائقي عن معاناة الروهينجا يسلط الضوء على المأساة التي يعيشها الروهنجيون.
وفي سياق متصل ترأس الدكتور العثيمين فريق اتصال منظمة التعاون الإسلامي المعني باليمن بمشاركة معالي وزير الخارجية اليمني خالد اليماني وممثلي الدول الأعضاء، إذ أوضح معاليه أن انعقاد هذا الاجتماع والذي جرى انعقد لأول مرة عام 2015م يعطي دلالة كبيرة على الحرص الذي يوليه الجميع لتحقيق التسوية السياسية، مجدداً موقف المنظمة من التزامها بالوقوف مع وحدة اليمن وسيادته وتأييدها ودعمها للشرعية الدستورية ممثلة بحكومة فخامة الرئيس عبدربه هادي.. مبيناً أن هذا الاجتماع يأتي امتداداً للاجتماع الأخير للفريق والذي عقد بجدة والتي دانت فيه المنظمة وبشدة الأعمال العسكرية لميليشيات الحوثي على الحدود السعودية اليمنية والقصف الذي يستهدف المنشآت والمواطنين داخل الأراضي السعودية وإطلاق الصواريخ الباليستية على مدن في المملكة العربية السعودية ومنها مكة المكرمة ومدينة الرياض والذي أكد فيه الاجتماع بأنه عدوان سافر للأراضي السعودية ومهدداً للأمن والسلم والاستقرار الإقليمي الذي يعتبر جزءاً لا يتجزء من الأمن الدولي فضلاً عن الاعتداء على ناقلتي النفط السعوديتين والذي مثل تهديداً للملاحة والتجارة الدولية.. مديناً معاليه تغيب الميليشيات الحوثية عن مفاوضات جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، مشيراً إلى دعم المنظمة لجهود المبعوث الأممي السيد مارتن غريفيث، كذلك أشاد معاليه بالدور الإنساني الكبير للدول الأعضاء وأجهزتها الإغاثية المختلفة مرحباً بمبادرات المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت والدول الأعضاء الأخرى لدعم العمل الإنساني وإعادة إعمار اليمن.. مثمناً عالياً مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في إطلاق مبادرة إنشاء مركز موحد لتنسيق المساعدات الإنسانية إضافة إلى الإعانات والمساعدات القيمة والسخية التي تقدمها المملكة العربية السعودية للشعب اليمني من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والتي كان آخر تبرعها بمبلغ نصف مليار دولار سلمت للأمم المتحدة لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة مشيداً أيضاً بمبادرة المملكة في دعم البنك المركزي اليمني بمبلغ مليار دولار تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وفِي ختام كلمته أشار معاليه إلى أن المنظمة ستواصل التنسيق مع الجهات ذات الصِّلة لعقد مؤتمر المانحين لإعادة إعمار ايمن بغية تعبئة الموارد العاجلة المطلوبة.
بعد ذلك ألقى معالي وزير الخارجية اليمني كلمة شكر فيها المنظمة والدول الأعضاء على دعمهم لليمن وشعبه، متطرقاً إلى استمرار ميليشيات الحوثي في تعنتها بضربها عرض الحائط لكل القرارات الدولية وإهلاكها للحرث والنسل، واستخدام الحوثيين المدنيين كدروع بشرية وزرعها الألغام الأرضيّة والبحرية مخلفة آلاف من الضحايا من المدنيين الأبرياء وعدوانها السافر على الأراضي السعودية، كما التقى معاليه وزير خارجية قبرص التركية قدرت أوراسازاي إذ استعرض الجانبان آفاق التعاون الثنائي، وقرارات مجلس وزراء الخارجية المتعلقة بالأوضاع في قبرص التركية، وعقد معالي الدكتور العثيمين كذلك اجتماعاً مع وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ إذ تم نقاش مستجدات الأحداث على الساحة الإفريقية والمجتمع الدولي.
وعلى صعيد آخر عقد معاليه لقاءً ثنائياً مع الرئيس النيجيري محمد بخاري، وفِي بداية اللقاء تمت مناقشة التطورات الكائنة في ملف محاربة الإرهاب والانتصارات التي حققته الحكومة النيجرية تجاه جماعة بوكو حرام، مشيداً فخامة الرئيس النيجيري بقرار المجلس الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي الداعم لموقف نيجريا في مكافحة الاٍرهاب علاوة على جهود المنظمة الحثيثة للتصدي لإرهاب الجماعات الإرهابية في الساحل الإفريقي متطرقاً فخامته إلى الدور الجليل الذي تقوم به المنظمة في مجالات الثقافة والتنمية ممثلاً بصوت الحكمة والذي شكل نقلة نوعية في نقل الصورة المشرفة لسماحة الإسلام وحضارته العريقة.
من جانبه ثمن معالي الأمين العام إنجازات الحكومة النيجرية بقيادة الرئيس محمد بخاري في محاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة مما أسهم في حماية الأبرياء ومواصلة مسيرة التنمية في نيجريا من خلال الجهد الذاتي للحكومة والشراكة مع مختلف المنظمات الدولية التنموية وفِي مقدمتها البنك الإسلامي للتنمية، كما شارك معاليه في منتدى رؤية البحرين المنظم من قبل البعثة الدائمة للمملكة البحرين في الأمم المتحدة بحضور ورعاية وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آلِ خليفة ومشاركة ممثلي دول العالم والمنظمات الدولية، كما شارك الدكتور العثيمين في غداء عمل أقامته وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إذ تعد المنظمة شريكاً وداعماً إستراتيجيا لها إذ تمت الإشادة بتبرع المملكة العربية السعودية البالغ خمسين مليون دولار علاوة على تبرع دولة الكويت البالغ 42 مليون دولار والتي اعتبرت الوكالة أن هذين التبرعين السخيين سيسهمان بشكل إيجابي في برامج الوكالة التنموية.