د.عبدالعزيز الجار الله
الحفل الذي شهده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في المدينة المنورة دشّن فيه مشروع إنشاء محطة التحلية وتوليد الطاقة الكهربائية بينبع ونظام نقل مياه (ينبع - المدينة المنورة) المرحلة الثالثة تكون قد اكتملت خدمات المياه والكهرباء بالمدينتين المقدستين:
- مكة المكرمة تتحصل على حاجتها من المياه والكهرباء من الشعيبة وتغذي محافظتي جدة والطائف.
- المدينة المنورة المدينة وبعض محافظاتها تتحصّل على المياه والكهرباء من مدينة ينبع المدينة الصناعية والميناء.
وهذا يعد من الأحداث التاريخية التي تؤرَّخ، فقد ذكر لنا العديد من المؤرِّخين والبلدانيين الذين وثَّقوا وكتبوا عن رحلاتهم للحج أو نقلوا عن مؤرِّخين أو عن ورَّاقين وكتَّاب السير حالة العطش الشديد التي كانوا يمرون بها بعد أن تدخل قوافل الحجيج محيط وداخل الجزيرة العربية، حيث تعترض طرق الحج والتجارة طبوغرافيا صعبة جداً شحيحة المياه، أقاليم جافة وتركيبة جيولوجية مركبة ومعقدة حتى يصلوا مكة المكرمة والمدينة المنورة، وفِي المدينتين المقدستين تواجههم مشكلة نقص المياه وهذا إلى وقت قريب.
يمر الحجاج على تكوينات طبوغرافية صعبة وشاقة:
حجاج هجر (قديماً) الأحساء والبحرين وعمان والقارة الهندية أن يعبروا أطراف الربع الخالي ورمال الجافورة وجبال الأحقاف وسبخة مطي وهضبة الصمان وهضبة نجد .
حجاج شرق العالم الإسلامي وإيران وآسيا الوسطى عليهم أن يعبروا رمال الجافورة ورمال الدهناء وهضبة نجد وهضبة الحجاز.
حجاج العراق والشام يعبرون رمال النفود الكبير وهضاب (الحجرة والحماد ونجد) وجبال أجا وسلمى وهضبة الحجاز.
حجاج اليمن يعبرون جبال الأحقاف وجبال السروات وجبال الحجاز وهضبتي نجران وعسير.
حجاج مصر والشمال الإفريقي يعبرون سهل تهامة وجبال الحجاز .
هذه طبوغرافية طرق القوافل وهي أراض عطشى لا أنهر ولا بحيرات، والمياه إما من طبقات حاملة للمياه جوفية عميقة وغير عذبة من مياه القطاع الرسوبي، أو مياه الشقوق في الدرع العربي تعتمد على الأمطار، وإجمالاً شحيحة وربما شبه نادرة.
ومن خلال هذه الصور لأطلس وجغرافية الجزيرة العربية تأتي أهمية تغذية مكة المكرمة والمدينة المنورة من محطات تحلية الشعيبة وينبع بالمياه والطاقة.