خالد بن حمد المالك
في زيارة تاريخية، وتوقيت مهم، يبدأ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اليوم زيارة للشقيقة دولة الكويت، في ظل تطورات ومستجدات وتحديات تواجهها دول المنطقة أمنياً واقتصادياً، بما لا يمكن تفكيكها، دون لقاءات تتكرر بين القادة في دولنا، فاليد الواحدة - كما يقال - لا تصفق، والدولة القوية منفردة تكون أقوى بوضع يدها بيد الدول الأخرى.
* *
ومعلوم أن العلاقة السعودية - الكويتية تاريخية، بل إنها تضرب جذورها في العمق، ولا حديث أو تدوين للتاريخ عن مسارات قيام الدول دون تسجيل لما مرت به المملكة والكويت والأسرتان الحاكمتان - آل سعود وآل صباح - من مؤامرات، وتكالب القوى المعادية ضد بقائهما واستقرارهما.
* *
تذكروا أن الملك عبد العزيز اختار الكويت لتكون منها انطلاقته لاستعادة مجد الآباء والأجداد وتوحيد المملكة كأول وحدة عربية صمدت في وجه التحديات، وكان آل صباح عوناً بتأمين الأرض التي خطط منها الملك عبد العزيز لقيام الدولة السعودية الثالثة، ومنها كانت انطلاقته نحو معقل الحكم العاصمة الرياض، فالمدن والمناطق الأخرى إلى أن أتم توحيد هذه الدولة بمثل ما نراه الآن.
* *
تذكروا أيضاً أن صدام حسين احتل الكويت، ولم يكن أمام آل صباح من خيار إلا المملكة للاستقرار فيها إلى أن يتم طرد الغازي، وعودة الكويت دولة حرة مستقلة، وأن المملكة فتحت لقوات التحرير من مختلف دول العالم لتكون انطلاقتها من الرياض لدحر العدوان ونجحت في ذلك.
* *
لا نريد أن نذكركم بالمزيد عن العلاقة التي تنفرد بها المملكة والكويت، وتتميز بها عن غيرها في جميع علاقات الدولتين مع الدول الأخرى، فهناك الكثير مما يحسن أن يقال، وهناك قواسم مشتركة تجمع ولا تفرق، وتفرض فرص التعاون دون تردد، ما لا يمكن أن تكون هناك فرص شراكة دون أن تسعى الدولتان بالإسراع في تحقيقها.
* *
الأمير محمد بن سلمان في هذه الزيارة التاريخية سوف يضيف إلى سابقاتها التي قام بها ملوك المملكة في زيارات للكويت، وآخرهم الملك سلمان الكثير من أفكاره ورؤاه لبناء أفضل العلاقات وأميزها بين الدولتين، ومن المؤكد أنه سيجد كل الترحيب والتفهم من سمو أمير الكويت وبقية المسؤولين فيها.
* *
والمؤكد أكثر أن سموه لن يعود من الكويت إلا وقد أنجز الكثير من الملفات التي يحملها، بما يحقق مصلحة ليس للرياض والكويت، وإنما لباقي دول الخليج، وبما يستجيب لتطلعات شعوبها، كل التوفيق للأمير الشاب في زيارته الرسمية الأولى للكويت الشقيق.