إبراهيم عبدالله العمار
لو سألتك عن أفضل طرق التعلم والتعليم فماذا ستجيب؟ في عصر التقنية والعلوم الحديثة قد تحاول أن تجد اكتشافًا جديدًا أو أسلوبًا غير مألوف لترسيخ المعلومات في ذهنك، لكن أحيانًا أفضل الطرق هي أقدمها: التكرار!
إن التكرار من أفضل الطرق للتعلم، وهذا أُثبت كثيرًا، ومنه ما أتى به عالم المخ جون ميدينا؛ ذلك أن طرق التعليم الشائعة والقائمة على ساعات متواصلة من الشرح والتلقين لا تجدي، وإنما التكرار هو الأساس، ولاسيما أن المعلومات التي نستقبلها لا تمكث طويلاً في أدمغتنا، وهذه معلومة قديمة، فمثلاً العالم هيرمان ابنغهاوس أظهرت تجاربه في القرن التاسع عشر أن أي شيء نتعلمه في الحصة فإننا ننسى كله تقريبًا خلال شهر، والتجارب الحديثة أكدت هذا، وأظهرت أن نسيان الدرس يبدأ خلال ساعات معدودة من نهايته؛ ولهذا لا يحبطك أنك أحيانًا تتعلم شيئًا وتتقنه وتحفظه وتعرف تفاصيله عن ظهر قلب، وما هي إلا فترة، تطول أو تقصر، حتى تنساه وتجهله كأنه لم يمر عليك من قبل.. فهذا طبيعي إذا كانت تجربتك معه قصيرة الوقت، ومحدودة العدد.
وهذا ما أخذه ميدينا في الحسبان؛ ولهذا اقترح نظامًا تعليميًّا يعتمد على العلم المجرب، فيقول: بدلاً من الدرس الفلاني لمدة 50 دقيقة، ثم الدرس الذي يليه للفترة نفسها، فإن الطريقة الأمثل في المدارس والجامعات والمعاهد هي أن يشرح الدرس لمدة 25 دقيقة، وبعدها بتسعين دقيقة يشرح مرة أخرى، وهكذا، ثلاث مرات إجمالاً في اليوم. هذا سيرسخ المعلومات بقوة فائقة. بعدها بثلاثة أيام يضع المدرس حصة للمراجعة، هدفها التذكير بالمعلومات باختصار. من حسنات هذا النظام أنه سيلغي الواجبات الدراسية التي مهمتها أصلاً ترسيخ المعلومات؛ فلا فائدة لها الآن بعد أن رسخت المعلومات.
إذا كنت مدرسًا أو كنت في مجال التعليم فخذوا هذه المعلومات في الحسبان؛ لكي ترسخ المعلومات بقوة في أذهان طلابكم.. بل إن هذه ليست خاصة بالدراسة أو التلاميذ فقط، وإنما تستطيع تطبيق هذا على أي شيء تريد أن تتعلمه؛ فالتكرار مهم في التعلم، وهكذا صُمم العقل البشري.