فهد بن جليد
لا تنتظر أن يخبرك أحد بالإجراءات والخطوات مسبقًا؛ عليك اكتشاف كل شيء بنفسك في المطار وداخل الطائرة (بالسؤال والتجربة)؛ فلا أحد يهتم بك. خطوط الطيران حول العالم لا تقدِّم نصائح وتعليمات خاصة بالراكب الذي يسافر للمرة الأولى على متن الطائرة. لماذا يفترض أن جميع الركاب سبق أن سافروا بالطائرة؟ الاكتفاء بإعادة تعليمات الأمن والسلامة على الركاب في جميع الرحلات وعند الحجز غير كافٍ - برأيي - عالميًّا. لا أعرف أي خطوط تقدم نصائح للمسافرين للمرة الأولى.. لا يوجد عرف أو تقليد متبع في هذا الجانب. ستكون خطوة جميلة ولفتة رائعة لو تم استحداثها لجعل التجربة ممتعة، ومراقبتها، وربما الاستفادة منها. الاهتمام والعناية بالراكب للمرة الأولى، وتزويده بتعليمات السفر وخطواته، سينشطان مبيعات الخطوط التي تجعل هناك (أيقونة خاصة) لمثل هذه الخدمة، شريطة أن تكون مهتمة أصلاً بركابها الدائمين.
صحيفة تلغراف نقلت قصة طريفة لراكب هندي الأسبوع الماضي، كاد يتسبب في كارثة جوية عندما حاول فتح باب الطائرة وهي تحلق في الجو معتقدًا أنه باب المرحاض - أكرمكم الله - مع صراخ وذعر الركاب. ورغم ضغط الهواء القوي كان الشاب مصرًّا على محاولته على طريقة عادل أمام (أخوك مزنوق). وبعد أن تم القبض عليه وتقيديه اكتشفت الشرطة في المطار أنه يسافر للمرة الأولى في حياته، وكان في حاجة عاجلة لاستخدام دورة المياه. الكثير من القصص والحكايات الطريفة والمؤلمة والحزينة ستجدها حول أشخاص يسافرون للمرة الأولى من مختلف الجنسيات، وعلى مختلف الخطوط، دون أن يهتم بهم أحد أو يسجل تجربتهم لتجويد الخدمة وتحسينها عند المسافرين الآخرين.
النسبة الطبيعية المعلنة أن يشعر واحد من بين كل ستة مسافرين بالتوتر والخوف الدائم في كل مرة يركب فيها الطائرة؛ باعتبارها مشكلة نفسية مستمرة مع البعض؛ ربما نتيجة ضغوط وقلقل لا علاقة له بالسفر. أفضل طريقة ينصح بها الأطباء النفسانيون في أمريكا لعلاج القلق والخوف من الطائرة هو السفر لمسافات أطول من المعتاد، أو متابعة فيلم يحكي كيف يتم صنع الطائرة وكيف تعمل، والخضوع لجلسات طيران افتراضي. شخصيًّا ما زلت أعتقد أن الأمر متعلق بصعوبات تجربة السفر الأولى.
وعلى دروب الخير نلتقي.