خالد بن حمد المالك
في الكويت.. رأينا في استقبالها للأمير محمد بن سلمان كما اعتدنا منها وعليها، حيث الحب الدافئ الذي ألفناه من أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح وشعبها، وحيث لغة التعبير المعتادة عن صدقها وأصالتها في علاقتها الثنائية مع المملكة قيادةً وحكومةً وشعباً.
* *
وفي الزيارة الأولى للأمير بعد مبايعته ولياً للعهد، كانت هناك إشارات مهمة لا تخطئها العين، ودلالات غير عادية تحمل مضامين عن نظرة الكويتيين لما هو أبعد في تجسير العلاقات السعودية- الكويتية المتميزة.
* *
فقبل أن يصل ولي العهد إلى الكويت، وكنا -رؤساء التحرير- هناك، كان التحضير الكويتي للزيارة مبهراً، الإعلام بكل وسائله لا حديث له إلا عن الضيف الكبير، كما كان الناس من مواطنين ومقيمين يتحدثون عنها بأصوات مسموعة وعالية وفرحة.
* *
ومع أن الزيارة كانت لساعات قصيرة ومحدودة جداً، إلا أن حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، ومثل ذلك الأخوة الراسخة التي تميز هذه العلاقة، مهدت الطريق للتوافق على مواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة، بالتنسيق والتكامل والشراكة الفاعلة وبأقصر فترة زمنية.
* *
نعم لقد كانت الزيارة قصيرة جداً زمنياً، لكن الأمير أنجز فيها ما كان يحتاج إلى زمن أطول، وربما يكون ما تم الإعلان عنه -وهو القليل مما تم بحثه- بمثابة عناوين سريعة لمبادرات جديدة ومهمة اقتضتها المرحلة الآنية، وبما يتوافق مع المستجدات في منطقتنا.
* *
ومن المؤكد أن الصور التي نشرت عن لقاء ولي العهد بأمير دولة الكويت وولي عهد الكويت وباقي المسؤولين في الكويت الشقيقة، هي أبلغ من أي كلام يقال عن الزيارة، فقد ظهرت فيها العفوية والجانب الأسري، وأعادتنا إلى مراجعة التاريخ البهي للتعرف على طبيعة العلاقات الثنائية التاريخية بين بلدينا.
* *
ولا أظن أن هناك ما يمكن أن يقال عن الزيارة بعد أن عبّرت عنها برقية سمو ولي العهد لسمو أمير البلاد وهو يغادر دولة الكويت، وحيث اعتبر الكويتيون سموه في داره وبلده الأول وليس الثاني من باب حفاوتهم بزيارته، وأنه أيضاً في العين وفي القلب وما إلى ذلك من كلمات تسابقت لتصف طبيعة الزيارة والاستقبال الرسمي والشعبي الباذخ لسموه.