هدى بنت فهد المعجل
ليس كل من أمسك القلم كتب..
وليس كل من كتب أبدع..
وليس كل من أبدع ثمن له إبداعه...
هكذا أحدث نفسي كلما وجدت شخصاً بيده صنعة (ما) كثيرون يتشابهون في (الحرفة)..
و(الحرفة) بمعنى الصنعة..
ولكن قلة من يجيدون ويتقنون أداء تلك الحرفة..
ليس لسوء فيهم..
بل هي قدرات..
مواهب..
منح منَ الله بها على فئة وحرمها فئة أخرى.. بيد أن الفئة التي حرمت قد توهب إمكانية الإبداع في مجالات أخرى ربما أفضل وأعم للفائدة.
كمثال: أذكر حينما كنت في المرحلة الثانوية أن إحدى الزميلات/ الطالبات كانت على درجة ملحوظة من التفوق، تنال (تقريباً) الدرجة النهائية في كافة المواد.. ولكنها تخفق في مادة اللغة الإنجليزية وتفشل في الحصول على درجة الامتياز مما جعلها تتأخر في السنة النهائية والترتيب.
كنت ألمس وجعها..
أحس نبض ألمها..
أشعر بمعاناتها..
أدرك ضعف حيلتها، وأن العطاء موهبة، والموهبة درجات.
بيد أن الفشل رديف التفوق والإبداع..
فقد بلغني أنها سافرت للخارج.. سكنت مع أسرة أجنبية.. صاحبت عوائل أجنبية.. تخاطبت بلغتها المكسرة معهم..
تحاورت.. تناقشت
في البدء كانت خجلة منكسرة لركاكة لغتها..!!
لكنها عادت بعد ذلك وقد أجادت اللغة وواصلت سيرها في سكة العلم..
الفشل دفعها للإصرار والعزيمة.. في حين أن فشل أحدهم قد يفقده الثقة بالنفس فيتقاعس عن مواصلة المشوار..
نعم الموهبة قدرات..
ولكن هناك من بيده رفع مستوى قدرته ويتقاعس..
وهناك من ليس بيده ذلك ولكنه يحاول..
وكلما فشل واصل محاولته..
لكن الناس لا يرحمون..
والبشر لا يحترمون..
حيث إنهم يتغامزون إزاء فشله..
جاهلين أن الفشل ليس نهاية الشيء بل ربما بداية.. أو المؤكد أنه بداية النجاح.