د.دلال بنت مخلد الحربي
تناول الكاتب الأستاذ فهد عامر الأحمدي في مقال له في صحيفة الرياض (العدد 18360 بتاريخ الأحد 20 المحرم/ 30 سبتمبر) موضوع اهتمام إسرائيل بالبحث العلمي وتفوقها في الأبحاث الزراعية الذي جعل منها دولة رائدة في مجال الزراعة الصحرواية إذ نجحت في تهجين المحاصيل الزراعية وتقنيات الزراعة الجافة واستخلاص الماء من رطوبة الجو، مما مكنها أن تتبوأ المركز الأول في تصدير أجود أنواع التمور وفسائل النخيل في العالم.
وهذا يقودنا إلى قيمة الاهتمام بالبحث العلمي وما يؤدي إليه من نتائج كثيرة مؤثرة في المجال التطبيقي والنظري، وهناك عشرات الإشارات التي تظهر كيف اهتم هذا الكيان الذي لا نتفق معه وندينه بالبحث العلمي في كل قضاياه، فأسس مراكز دراسات فكرية، ومراكز دراسات تاريخية كل ذلك من أجل تثبيت هويته، وغرس وجوده في المنطقة اعتماداً على البحوث والدراسات حتى وإن كانت مبنية على الكذب والتلفيق.
والمؤسف مع كثرة ما كتب ويكتب عن البحث العلمي وأهمية وجود جهة ترعاه إلا أن الأمر لم ينل نصيبه من الاهتمام، ولم يتحقق أي مطلب يفعل ما يتصل به من تقويم وتصنيف داخلي، وتعرف على جدية ما يطرح من بحوث ودراسات خاصة في الجامعات التي هي في الأساس حاضنة البحث العلمي الأولى، وكدليل على ذلك فإن نصيب البحث العلمي كان ضئيلاً في هيكلة وزارة التعليم الجديدة التي جعلت الجامعات بأكملها تابعة لوكالة في الوزارة تحت مسمى: وكالة التعليم العالي والبحث العلمي، ومن ثم فإن كل قضايا البحث العلمي في الجامعات تدخل ضمن هذه الهيكلة بموجب هذا التنظيم ضمن اختصاصات (وكيل)..
والسؤال:
هل من الممكن للبحث العلمي أن ينمو ويتطور داخل الجامعات دون أن تكون هناك هيئة منسقة ومفعلة لأموره كما هو الحال في كثير من دول العالم؟
في دول العالم المتقدم هناك مؤسسة مستقلة أو هناك أكاديميات تابعة للدولة مهمتها متابعة قضايا البحث العلمي، أو كما هو في بعض الدول العربية وزارة يطلق عليها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
في الختام: إن البحث العلمي في الجامعات يحتاج إلى دعم وعناية تنشله وترتقي به وتجعله في الموقع الذي يستحقه، حتى يستفاد من الأبحاث ومخرجاته بعيداً عن اجتهاد من ليس له علاقة بالبحث العلمي علاقة فعلية عملية، الأمر الذي اقتضى تحويل أغلب جامعاتنا إلى جامعات تعليمية لا تعطي البحث العلمي حقه من الدعم والاهتمام.
متى يأتي الوقت الذي نرى فيه هيئة علمية وطنية مخصصة لمتابعة قضايا البحث العلمي في المملكة؟