م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. المجتمع السعودي يخوض اليوم عباب بحر التحول الذي سيمتد حتى عام (2030م) والذي سيحول المجتمع بكليته من حال إلى حال.. فجدير بنا أن نعرف أكثر عن علم الاجتماع ومعناه وماهيته.. فمجتمعنا الذي عُرف بالتكافل سوف ينتقل إلى مرحلة عالية التنافسية تبرز معها حالة الفردية.. مما سوف يؤثِّر على مناح كثيرة في حياتنا.. فالسرعة تخلق حالة من التصارع.. والتصارع ينتج التوتر.. والتوتر يفرز التفكك الاجتماعي.. بناءً على ذلك كيف لنا أن نتقي ونتجنب التفكك الاجتماعي ونسير بذات السرعة التي يتنافس بها العالم.. وتسير حياتنا نحو الأفضل؟
2. «علم الاجتماع» علم يُعْنَى بدراسة ظواهر الحياة الاجتماعية والجماعات والمجتمعات الإنسانية وحراكها وتطورها والمؤثّرات عليها.. لكن مشكلته أنه علم واسع.. ونتائجه نظريات ومناهج.. ودراساته تمتد لأجيال وأجيال.. ويختلط فيها البحث الجاد مع الكلام الانطباعي.. كما يختلط فيها الرأي المحايد مع الرأي المتحيز غير الموضوعي.. فعلم الاجتماع موضوعه الأساسي هو سلوك الأفراد ككائنات اجتماعية.. وهو علم حديث نظري يعتمد على الملاحظة والاستقراء أكثر من التجريب والتطبيق.. وتحتاج نتائجه إلى أجيال حتى تتبلور وتتشكل وتؤتي ثمارها.
3. «علم الاجتماع» يتيح للدارس إدراك الفوارق بين شتى الممارسات والثقافات.. وأن يرى المجتمع بعين المشَخِّص المحلِّل.. وهذا بدوره سوف يساعدنا على فهم وتحليل مشكلاتنا الاجتماعية القائمة أو المتوقّعة.. كما يساعدنا على فهم البرامج الإصلاحية التي تطلبها «رؤية 2030» ويمكِّننا من تقويمها من نواح تأثيراتها الاجتماعية.
4. «علم الاجتماع» هو الوسيلة الأهم لتزويدنا بأدوات الفهم الذاتي.. وتعميق فهمنا لأنفسنا وحراك مجتمعنا والبواعث الكامنة وراء أفعالنا.. وبالتالي التأثير الإيجابي على مستقبلنا.
5. تعتبر الدراسات المنهجية للمجتمعات من التطورات الحديثة التي عُرفت في أواخر القرن الثامن عشر.. والتي ظهرت فيها النزعة العلمية والتفكير العقلاني والنقدي.. والتي بدأت تحل محل التفسيرات التقليدية.. فمناهج التفكير التي وصلت والمتعلقة بعلم الاجتماع ما هي إلا خليط من مقولات دينية وأساطير شعبية ومعتقدات تقليدية تحدرت إلينا من الأجيال السابقة.