ميسون أبو بكر

تستوقفك ذاكرتك في مكان ما، تحدق بشخص التقيته صدفة، شيء ما يثور داخلك؛ تؤكد لنفسك: أنا أعرف هذا الوجه، وتحاول التقاط كل ذبذبات الذاكرة التي ترسلها لك لمساعدتك على التذكر، قد تفلح وقد تخونك الذاكرة وكل المحاولات اليائسة.

قد يكون بسبب طبيعة العمل ولقاء أناس كثر تكدسوا في الذاكرة؛ فهو نسيان بسيط أو زحام لبعض الوجوه وربما الأماكن، لكن ماذا عن ألزهايمر؟ شبح العصر المخيف؟ سمعت أشخاصاً عانوا منه ومن الأعراض التي تصيب مريضهم المصاب به، هو كما تسميه العامة (الخرف) الذي يُحدث مشاكل في الذاكرة والتفكير وتصرفات المريض، التي تتسبب بمعاناة أهله وصراعهم مع المرض واختلافهم على كيفية التعامل معه.

تقول ابنة أحد المصابين به: كل واحد في العائلة يحاول مع الوالد أن يتعامل بطريقة قد قرأ عنها أو سمع عن نجاحها أو نصحه بها طبيب ما، بعضهم يفشل وبعضهم ينجح وتستمر المعاناة في مواجهة ألزهايمر الشرس الذي يحول المريض إلى طفل صغير.

تظهر الأعراض بعد حدوث التغييرات في خلايا الدماغ بفترة طويلة بعد أن يستشري المرض، وتزداد سواء مع الوقت، ليس له علاج لهذه اللحظة سوى بعض المسكنات وهو كما كتب عنه د.عبدالرحمن الشبيلي في الصحيفة الخضراء أنه لم يحظ بعقار شافٍ، وهو المرض الأقل في معرفة المجتمع العربي به، والذي لا تدري الإحصاءات الطبية في عالمنا العربي حجمه ومدى انتشاره -إلى لحظة كتابة د الشبيلي مقاله- كما أشار إلى الجمعية السعودية الخيرية لمرض ألزهايمر وجهود المتطوعين بها من أطباء ومثقفين ورجال أعمال وذوي مصابين وطلاب وطالبات.

الفيلم الذي خرجت فيه هوليوود من أفلام الحروب والسياسة الى الجانب الإنساني «Still Alice» وهو مقتبس عن قصة حقيقية لأستاذة جامعية تحدث المرض النادر، وكان حنان وعطف أسرتها له أثر كبير في رحلتها مع المرض، وبالرغم من حتمية وصول البطلة إلى مرحلة النسيان التام والخرف، فإن هذا الفيلم يمكنه أن يصور بشاعة المرض وخطورة ألزهايمر وكم المعاناة التي يتكبدها لاحقاً من يعتنون بالمصاب به.

كما هو اضطراب التوحد هو مرض ألزهايمر، جديد في قائمة المعاناة شحيح المعلومات، والدواء عبارة عن مسكنات وملطفات للأزمة والمرض وليست علاجاً له.

يحتاج المجتمع وعي أكبر به وبطريقة معاملة المريض والجهات التي يمكنه ان يلجأ لها لمساعدته وإرشاده، وأود أن أشير لشباب سعودي متطوع ومتميز إخراجياً يمكنك أيها القارئ أن تطلع على جهودهم بمجرد بحثك في محرك البحث السيد Google.