- لَنْ تَسْتَطيعَ أنْ تُرضي البَشَرَ كُلَّهُم.
- أنْتَ لا تَسْتَطيعُ أنْ تَكونَ أهَمَّ شَخْصٍ لِجميعِ النَّاسِ.
- أنْتَ لا تَسْتَطيعُ أنْ تَعْمَلَ كُلَّ شَيْءٍ في وَقْت وَاحدٍ.
- أنْتَ لا تَسْتَطيعُ أنْ تَعْمَلَ كُلّ شَيْءٍ بِنَفْسِ الدِّقَّةِ وَالإتْقانِ.
- أنْتَ لا تَسْتَطيعُ أنْ تَعْمَلَ كُلّ شَيْءٍ أفْضَلَ مِنُ غَيْرِكَ.
- لن تَسْتَطيعَ أنْ تَكونَ شَخْصًا كامِلًا!
في رِحْلَتي مَعَ الأيَّامِ لا أنْسى مَشاعِري أبَدًا. وَقَدْ يَغْلِبُني عَقْلي فَأنْسى أحاسيسي وَمشاعِري، ثُمَّ أتَذَكَّرُ أنَّ مَسارَ حَياتي قَد أصْبَحَ فارِغًا بِلا مَعنًى. إنَّ قَلْبي هُوَ الَّذي يَقودُني إلى أجْمَلِ لَحَظاتي وَأهَمِّ قَراراتي، وَخاصَّةً تِلْكَ الَّتي تَتَعَلَّقُ بِمَن أوَدُّهُم. إنَّ أرْوَعَ كَلِما تي وَأجْمَلَ ألحاني تَصْدُر عِنْدَما يكونُ مَنْبَعُها القَلْبَ. لَنْ أنْسى قَلْبي وَبوصَلتَهُ، وَلن أهْمِلَ مَشاعري في أيَّامِ حَياتي. إنَّ التَّوازُنَ بَيْنَ العَقْلِ وَالقَلْبِ هُوَ الضَّمانُ لعَيْشِ حَياةٍ طَيِّبَةٍ.
يَعيشُ جاري في السَّكَنِ حَياةً غَريبَةً؛ فَهُوَ يَنْقَطِعُ عَنْ تَناوُلِ الطَّعامِ لأيَّامٍ، وَعَنْدَما يَرجِعُ فإنَّهُ يَأكُلُ بِشَراهَةٍ. وَقدْ تَراهُ أيَّامًا عَديدَةً مُنْقَطِعًا عَنِ العالَمِ ثُمَّ فَجْأَةً يَخْرُجُ وَيَهيمُ لأيَّامٍ في الشَّوارعِ، يُبَذِّرُ خَلالَ سَاعاتٍ ما جَمَعَهُ بِأَشْهُرٍ. يَعْمَلُ كالمَجْنونِ ثُمَّ يَتَعَطَّلُ عَنِ العَمَلِ لأشْهُرٍ. يَسْهَرُ حَتَّى الفَجْرِ وَيصْحو مَعَ الغروبِ. إنَّ جَاري يَعيشُ حَياةً غَيْرَ مُتَوازِنَةٍ!
إنَّ لَوْنَ الاعْتدالِ مِنْ أصْعَبِ الألْوانِ في الحَياةِ؛ فَهُوَ ناجِحٌ وَصَعْبٌ وَقَوِيٌّ، خِلافَ الاعْتِقادِ بِأنَّهُ لَوْنٌ باهِتٌ. عِشْ حَياةً مُتَوازِنَةً؛ فَلا تَفْريطَ وَلا إفْراطَ، وَباعْتدالٍ دائمٍ، وَخَيْرُ الأمورِ الوَسَطُ. وَالكَوْنُ كُلُّهُ قائمٌ عَلى التَّوازُنِ في كُلّ شَيْءٍ. فَالإفْراطُ في الغِنى تَعَبٌ وَمَشَقَّةٌ، وَالفَقْرُ مَوْتٌ أكيدٌ. وَخَيْرُ الغِذاءِ ما هُوَ مُتوازِنٌ يَحْتَوي عَلى كُلّ الأصْنافِ.
قُلْ لِنَفْسِكَ: مِنَ الآنَ سَأعْطي لِكُلِّ وَقْتٍ أعيشُ فيهِ حَقَّهُ الكامِلَ؛ فَفي ساعاتِ العَمَلِ سَأسْتَغْرِقُ في عَمَلي وَأنْجِزُ مَهامِّي بِكُلِّ إتْقانٍ، وَمَعَ عائلَتي فأنا مُتَفَرِّغٌ لَهُمْ، وَأثْناءَ راحَتي سَأُصَفّي ذِهْني مِنْ كُلّ ما يَشْغَلُني، وَأثْناءَ صَلاتي فأنا عَبْدٌ يَملؤني السُّكونُ لاسْتِقبالِ العَوْنِ وَالطَّاقَةِ الخَلَّاقَةِ مِنْ خالقِ الكون؛ وَبذَلِكَ تُصْبِح حَياتي غَنِيَّةً بِالخَيْرِ.
** **
- (مهدي الموسوي)