د.عبدالعزيز الجار الله
خلال الـ(70) سنة الماضية صمد الشعب الفلسطيني ضد سياسة إسرائيل التعسفية التي تحاول الضغط عليهم حتى يصلوا إلى حد اليأس والقبول بالأمر الواقع وما فرض عليهم في واقع إسرائيل كما أراد اليهود، ونتيجة لمواقف الشعب الفلسطيني الصلبة في حفظ حقوقها وهذا موقف أصيل ومشروع، غفلت فلسطين الشعب والسلطة عن الاستفادة من فرص لاحت في الأفق، ولم يكن حينها الجزم بإيجابيتها لخدمة القضية لكنها فرصة فتم تجاهلها وهي:
- حق الزيارة للمسلمين والعرب للأماكن المقدسة والزيارات الاجتماعية والتبادل التجاري مع فلسطينيي الدخل في الضفة والقطاع وحتى مع داخل الخط الأخضر، وهذا خسر العرب به مكاسب كبيرة منها تنمية الأماكن المقدسة وتثبيت مشروعية زيارتها أمام العالم والأمم المتحدة، وفتح الحدود والمعابر مع الدول العربية وعدم عزلها كما هو الآن، وتنمية الاقتصاد الفلسطيني وتنويع مصادر الدخل، وبالتالي التسريع في حل الدولتين عبر مشروعات التنمية الاقتصادية وتبادل الثقة بين الدولتين.
- القبول بالهوية الإسرائيلية لأجيال ما بعد 1948 و1967م ممن كانوا داخل الخط الأخضر والضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وحتى ممن هم داخل خط الحدود مع لبنان والأردن ومصر من الفلسطينيين، وهذا لا يسقط حق العودة للأجيال السابقة أجيال 48/ 67م وأسرهم التي ستجرى عليها المفاوضات.
الواقع الجديد بعد الربيع العربي وبعد تدخل روسيا بالأزمة السورية وتدخل إيران وحزب الله في الحرب الأهلية السورية ووقفهم جميعا على الخط الحدودي لإسرائيل وسورية مما أوجد واقعا جديدًا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي جاء لصالح الشعب الفلسطيني وقضية القدس، ودفع للواجهة حتمية حل الدولتين بموافقة إسرائيل وأمريكا والاتحاد الأوروبي، التي أعلن الرئيس الأمريكي ترامب عنها وحدد زمن إطلاق مبادرة الحل وحدده خلال الأشهر الثلاثة القادمة.
لن نتحسر على الماضي لكن لو بادر العرب والشعب الفلسطيني في فتح الزيارات لحدث اختراق لصالح العرب وتحصلوا على مكاسب أكبر مما سيحصلون عليه في حل الدولتين القادم.