خالد بن حمد المالك
ما من مرة تحدث ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلا وكان مقنعاً بقوله، صادقاً في كلامه، شجاعاً في رأيه، مدافعاً بحق عن كل ما يصب في مصلحة بلاده وشعبه وأمته.
* *
هو هذا الشاب المتوقد نشاطاً وهمةً وإصراراً على بلوغ الأهداف التي أطّرها بالرؤية 2030 وببرنامج التحول الوطني 2020، بما لا يمكن أن يتحدث سموه دون أن يكون في حديثه مضامين مهمة ومواقف جسورة.
* *
صحيح أنه لا يتحدث إلا عندما يكون هناك ما يتطلب أن يواجه العالم بما لديه من أفكار ومواقف وسياسات، لكنه في أحاديثه لا يناور، ولا يستخدم اللغة الدبلوماسية، وإنما يصارح العالم، ويواجه الناس، ويتحدث بما لا يمكن لأحد أن يدعي بأنه لا يقرأ لسموه، أو أنه لا يتفاعل مع ما يقوله.
* *
حدثت تطورات مؤخراً ومستجدات حفزّت الأمير الشاب للظهور مجدداً للعالم، فقال كل شيء، دون هروب من المسؤولية، أو تردد في مواجهة التحديات، أو غموض في الرأي، فقيمة الظهور الإعلامي لولي العهد، أنه - كما يقول - ليس عنده ما يخفيه.
* *
فقد علق على ما قاله الرئيس ترامب عن حماية أمريكا المزعومة للمملكة، ومن أنها لن تبقى لأسبوعين دون أمريكا، بالقول إن المملكة موجودة قبل أمريكا بثلاثين عاماً، وتحتاج إلى ما يقارب ألفي عام كي تظهر لنا بعض المخاطر، يضيف سموه أن الرئيس أوباما خلال فترة رئاسته - ثماني سنوات- عمل ضد أغلب أجندتنا، ورغم ذلك كنا قادرين على حماية مصالحنا، ما يعني - بنظرنا - وفق حديث الأمير أن كلام الرئيس ترامب غير دقيق.
* *
وفي شأن آخر، وعندما كان السؤال من (بلومبيرغ) عن الموقف السعودي من كندا، وما افترضه السؤال من أن تصرف كندا كان أقل سوءاً من تصريح الرئيس الأمريكي، سارع الأمير إلى القول بأن الأمر مختلف تماماً، فكندا أعطت أمراً للسعودية بشأن مسألة داخلية، إنه ليس رأي كندا حول السعودية، بقدر ما هو إعطاء أمر لدولة أخرى، لهذا فهي قضية مختلفة عن رأي ترامب الذي كان يخاطب شعبه.
* *
يقول الأمير أيضاً إن كندا اتخذت إجراءات ضد قانون الأمم المتحدة، وضد مبادئ العمل، لقد تدخلوا في مسألة ليست كندية، وليس مسموحاً لهم القيام بذلك، وعليهم الاعتذار، وأن يعرفوا أنهم ارتكبوا خطأ، وعند ذلك يمكن لكندا أن تتجاوز أزمتها مع المملكة.
* *
الأمير لا يكتفي برفض سموه لما قاله ترامب لشعبه عن الأمن في المملكة، فقد أكد ولي العهد بأن المملكة لن تدفع شيئاً مقابل أمنها، وجميع الأسلحة التي حصلنا عليها من أمريكا دفعنا ثمنها، فهي ليست أسلحة مجانية، ومنذ بدأت العلاقة بيننا قمنا بشراء كل شيء بمالنا.
* *
وجاء اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي متزامناً مع إجراء اللقاء ليكون فرصة لـ(بلومبيرغ) للسؤال عما تناولته وسائل الإعلام حول اختفائه، ليأتي الرد سريعاً من أن المملكة ترحب بالحكومة التركية للبحث عنه داخل القنصلية، أما في المملكة فلو كان فيها لكنت سأعلم بذلك، ونحن حريصون جداً على معرفة ما حدث له كونه مواطناً سعودياً.
* *
بهذه الصراحة، وعدم الغموض، جاءت إجابات ولي العهد، قال أكثر مما كان متوقعاً، لأنه كان حريصاً على أن يضع النقاط على الحروف، وأن يتحدث بعقله وضميره ومسؤولياته، حتى لا تستغل الإشاعات في بناء قصص خيالية، ومعلومات غير موثقة، وما زال في حديث سموه الكثير مما يستحق أن يتم التعليق عليه.
- يتبع -