عبدالله العمري
قدَّم الهلال واحدة من أجمل مبارياته أمام فريق الزمالك المصري بالسوبر السعودي المصري منذ سنوات تقريباً. الهلال فعل كل شيء وتسيَّد المباراة، وقدَّم لاعبوه عطاءً ممتعاً جداً إلا أن الحظ لم يحالفهم بالتسجيل، وهي المشكلة التي يعاني منها أحياناً الهلال في المباريات الحاسمة والمصيرية والتي أفقدته الكثير من الألقاب والبطولات رغم أنه كان جديراً بها ويستحقها. خسارة الهلال للقب السوبر ليست بنهاية المشوار والمطاف، فالزعيم أمامه العديد من الاستحقاقات والبطولات المهمة هذا الموسم الذي لا يزال ببدايته، ويجب على الجماهير الهلالية أن تقف مع لاعبي فريقها وتدعمهم بكل قوة، بعد أن قدموا عطاءً فنياً عالياً جداً بشهادة جميع النقاد والمتابعين.
ربما الجماهير الهلالية تكون معذورة لزعلها وغضبها بعد خسارة اللقب بسبب أن الزعماء اعتادوا على الذهب ولا يرضون بأقل منه أبداً فطموح منسوبيه وجماهيره دائماً القمة ولا غيرها، تاركين للبقية تشجيع ومطاردة كل ما هو ضد الهلال، فهم اليوم يقتاتون على كل خسارة هلالية ويفرحون بها أكثر من جماهير النادي الذي يخسر أمامه زعيم آسيا، والشواهد والأدلة والوقائع على ذلك كثيرة ومثبتة عليهم.
لكن يبدو أن الوضع هذه المرة تطور قليلاً فقبل مواجهة الهلال بالزمالك بالسوبر لدى بعض الإعلاميين الذين كشفوا عن ميولهم للزمالك منذ الصغر..!!! وهي بكل تأكيد ميول مؤقتة كون الهلال الفريق الذي أبكاهم كثيراً بالمنافسات المحلية السعودية هو من سيلاعب الزمالك، لذا لم يجدوا بداً من التشجيع ضد الهلال حتى وهو يمثِّل السعودية خارجياً، وهذه الميول الزملكاوية ستذهب وستتغيَّر بكل تأكيد ودون أي نقاش عندما يقابل الهلال خصماً آخر..؟! وعندما يصل الحال ببعض الإعلاميين بأن يعلنوا عن ميولهم ضد الهلال وهو في مهمة وطنية، وعبر منابر إعلامية سعودية كان يُنتظر منها أن تقف مع ممثِّل الوطن وتدعمه بكل قوة، إذاً يجب أن لا نستغرب من حالة الفرح الهستيرية التي أنتابت بعض الجماهير المتعصبة والتي هي أيضاً تقتات على خسارة الهلال وتفرح بها، وهو الفرح الذي يدخل تحت باب التنفيس لأنفسهم، بسبب سيطرة وهيمنة الزعيم على البطولات المحلية لسنوات طويلة، عجزوا فيها عن مجاراة ومحكاة إنجازاته التي لم تتوقف منذ أن تأسس حتى يومنا هذا.
ما أكبر هذا الهلال الذي حتى وهو يخسر يُسعد ويفرح البعض الذين يعانون من عقد
نفسية بسببه، وهي العقد التي أنستهم حتى من تشجيع فرقهم ومساندتها لعلها تتطور
وتنافس زعيم آسيا، لكن الحقيقة هي أن الهلال أصبح رقماً ثابتاً ومهماً ومنافساً في سماء
خارطة البطولات بينما بقية الأندية متحركة كحال تحرك جماهيرها ومؤازرتها لأي فريق
يلعب ضد الهلال..!!