عبدالواحد المشيقح
كُنا نُدرك قبل لقاء الهلال بالزمالك بأن المُواجهة مُتوقع لها النجاح مُسبقًا فنيًّا وجماهيريًّا وتنظيميًّا، وذلك قياسًا بعراقة وتاريخ وجماهيرية الفريقين وما يضمانه من نجوم كبيرة ومُتميزة في صفوفهما، كونهما من أبرز الفرق العربية، بيد أن ما شاهدناه كان فوق مُستوى التوقعات من حيث الكفاءة والتفوق والقُدرة على التنظيم والنجاح في تجدد الفكرة وتنظيمها بصورة جميلة، صاحب ذلك المُستوى الفني الرفيع الذي كان عليه اللقاء، فلم يبخل علينا نجوم الفريقين من تقديم أمسية جميلة ستبقى حاضرة في أذهان الجماهير العربية، فساهم الأداء الفني العالي والحضور الجماهيري الكبير والتنظيم الرائع في إظهار الحدث بالصورة اللائقة التي يتمناها كُل رياضي عربي!
كأس السوبر السعودي المصري جاء كشاهد
على ما يربط البلدين الكبيرين (المملكة ومصر) من علاقات مُتميزة وتاريخية بين البلدين الشقيقين، وبما يعكس متانة وقوة العلاقات الراسخة والقوية بينهما، وكتأكيد على أن المملكة الراعي الدائم لكافة المُبادرات التي تُقرب الشعوب نظرًا للمكانة الكبيرة التي تحتلها المملكة على مختلف الأصعدة العربية والإسلامية والدولية، فالمملكة تُثبت دائمًا دورها الريادي في العمل على أهمية الترابط بين الدول العربية وتسخير كُل الإمكانيات لذلك، وأنها محورٌ مُهمٌ في توحيد الصف العربي على كافة مُستوياته.
الشكر للهيئة العامة للرياضة واتحاد الكرة على هذا النجاح، شكرًا لأنكم بحثتم عن هدف واضح وصافٍ، شكرًا لكل جهودكم، شكرًا لمعالي رئيس الهيئة الذي عمل للرياضة السعودية والعربية أعمالاً سيحفظها المُنصفون، فشكرًا للرجل الذي عمل بصدق وحب فأثمرت كُل أعماله وجنينا جهوده وشكرًا لنادي الهلال وجماهيره الكبيرة في المُساهمة في نجاح هذا المهرجان العربي.
للخسارة فوائد!
لا أعتقد بأن خسارة الهلال في كأس السوبر السعودي المصري جاءت نتيجة تفوق المُنافس ولا أعتقد أن الزمالك كان أفضل من الهلال نجومًا ولا قُدراته الفنية هي التي قادته لنيل الكأس!
الحقيقة أن الزمالك أجاد في طريقته الدفاعية وانضباطية لاعبيه العالية في هذا الجانب تحديدًا.. والحقيقة أيضا بأن الهلال أخفق في فك التكتل الدفاعي بسلبية هجومه وتسرعهم، فالهلال قدم مُباراة قوية وحاول وكان بإمكانه تحقيق الفوز، ولكن أحد أهم الأسباب التي حرمته ذلك هو تشكيل مُدربه ثُم تبديلاته الغريبة، فالاستغناء عن الحبسي وسحب ادواردو وعدم إشراك خريبين من البداية جميعها كانت مثار الاستغراب!
دعونا نتجاوز هذا كُله، المُشكلة الأهم أن خسارة الهلال جاءت تكرارًا لخسائره في النهائيات والمُباريات الحاسمة، فالهلال خسر من الزمالك بنفس الطريقة التي خسر بها نهائيات كان الأحق بها من مُنافسيه بسبب الدفاع والاندفاع!
إن المُتتبع للقاءات الهلال الحاسمة التي يخسرها يجدها بذات الطريقة والأسلوب، فالمشهد يتكرر حيث التسرع والبحث عن الهدف بطريقة تُكلف شباكه وتُرهق لاعبيه، فاندفاع الفريق للهجوم يكشف خط الظهر كاملا كما حدث في لقاء الزمالك حينما استقبلت شباكه هدفين!
اتباع أسلوب الهجوم الدائم يُعرض شباك الهلال للاهتزاز، ثُم يدخل بعد ذلك في إشكالية البحث عن تعديل النتيجة وكافة الفرق التي تواجه الهلال في النهائيات أو في اللقاءات الحاسمة تعتمد بشكل واضح على الأسلوب الدفاعي الذي (يُغري) لاعبي الهلال بالاندفاع فينكشف خط الظهر بكامله خاصة أن الفريق يغيب عنه في الغالب لاعب المحور الدفاعي ليستفيد المُنافس من كُرة وحيدة يحسم بها المُباراة!
ليس مطلوبًا من الهلال أن (يُجاري) مُنافسيه في اللعب بطرق دفاعية صرفة لكنه من الخطأ أن يتبع الأسلوب الهجومي الدائم الذي يكشف مرماه ويُسهل الوصول إليه في اللقاءات الدورية مع فرق الوسط والمؤخرة حتى لو نجحت في تسجيل هدف واعتمدت على الأداء الدفاعي فإن الفريق يكون قادرًا على العودة وتحقيق الفوز لكن في مُباريات النهائيات، والحاسمة يكون فيها التسجيل صعبًا لإجادة المُنافسين اللعب بالطرق الدفاعية المُحكمة وأحيانًا تواجد لاعبين بارزين في الدفاع والحراسة!
للخسارة أحيانًا فوائد والدروس التي مرت على الهلال كثيرة لكنه لم يستفد منها ولقاء الزمالك درس مُفيد لمدربه جيسوس الذي يتوجب عليه أن يستفيد منه في المُستقبل وأن يُدرك بأن خسارة فريقه تكرار لكل المشاهد الماضية وعليه التنبه لذلك وهذا ليس معناه مُطالبته بالتحفظ الدفاعي المُبالغ فيه ولكن اللعب بطريقة مُتوازنة تحفظ للفريق قوته الهجومية وللدفاع هيبته هو الأمر المنطقي والمطلوب!