فهد بن جليد
أشعر بضرورة تعليم طلابنا في المدارس كيفية استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بشكل صحيح وآمن ؟ فمن المُهم أن تكون هناك مادة (التواصل الاجتماعي) لتُعرِّف النشء بالطُرق الصحيحة للتعاطي مع هذه الوسائل واستخدامها، دون التأثر السلبي بمُحتواها، مع انتشار الآلاف من الحسابات الوهمية التي تحاول الركوب على قضايا المُجتمع السعودي، والتظاهر بأنَّها مُعرِّفات أو حسابات سعودية لتُمارس أدوارها الخبيثة والمشبوهة حول القضايا المطروحة ذات الشأن السعودي، بهدف التغرير ببعض المُغرِّدين قليلي الخبرة والمعرفة الذين قد ينجرفون خلف عدد (الرتويتات) والتغريدات والتعليقات، فيعتقدون أنَّ هذا رأي عام للمجتمع يخشون مُخالفته، وهو ما جعل توتير وبعض وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى أرضاً خصبة وساحة لخفافيش الظلام لبث سمومهم وأحقادهم على بلادنا ومُجتمعنا، ومُحاولة الإضرار بالسعودية وسمعتها.
من المُهم أن يكون لدينا مُستخدم واع ومُدرك, لصَدِّ كل من يتربص بنا وببلادنا، بحيث يتم تحصينه ليصعب اختراقه أو التأثير عليه بشكل سلبي، وهي مُعادلة لن تحققها أو تضمنها التربية المنزلية وحدها، مع إلقاء المهمة على عاتق الأبوين اللذين لا يستطيعان الإلمام بكافة تفاصيل التقنيات المُتسارعة والمُتطورة وخباياها.
وزارة التعليم أطلقت هذا العام (المحتوى الرقمي) للمناهج باستخدام الهواتف الذكية، وهي خطوة رائعة ومُهمة لتحسين العملية التعليمية وتجويدها وربطها بالواقع المُعاش, وفتح مجال أرحب للطالب والمعلم للاستزادة، لذا أعود مجدَّداً لطرح فكرة إدخال تعليم فنون التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي وإسنادها إلى مُعلمين مُتخصصين، يُفيدون شبابنا وفتياتنا عن الطريقة الصحيحة للتعامل مع هذه الوسائل المتطورة بما يضمن حمايتهم وحماية وطننا المُستهدف اليوم عبر مثل هذه التقنيات، وهي الخطوة التي تحتاج إلى خبير مُتخصص في تعليم فنون وطُرق التعامل مع هذه التقنيات, وهو الدور الذي نتمنى أن تلعبه المدارس في أقرب وقت مُمكن.
وعلى دروب الخير نلتقي.