فهد بن جليد
مع اقتراب العالم من عام 2000م اجتاحت مُعظم الدول -آنذاك- حالة من الهلع فيما يُعرف بأزمة الصفرين, عندما سادت المخاوف من حدوث شلل في المطارات والقطارات والمستشفيات والمصانع وانقطاع في الخدمات وتعطل في كل شيء له علاقة بالكمبيوتر والبرمجة, وأطلق عليها أزمة نهاية (الكمبيوتر) أو مُشكلة Y2K أو خطأ الألفية, أي أنَّ الحواسيب لن تتمكن من قراءة الرقم 2000 وستتوقف عند قراءة العام 1999 لأنَّ المُبرمجين قاموا بتخزين السنة للرقمين المُتغيرين فقط بدلاً من الأربعة أرقام من أجل سعة الذاكرة, وتقليل التكاليف المادية التي كادت أن تتسبَّب بخسارة أضعاف ما تم توفيره, فوائد تلك التجرِّبة المُثيرة كثيرة ومُتعدِّدة وإن لم يعيشها أغلب مُستخدمي الإنترنت اليوم, والأهم أنَّ العلماء نجحوا أخيراً في خداع الحواسيب وتأجيل المُشكلة لثلاثين عاماً قادمة.
المشهد تكرَّر ليلة البارحة مع انتشار مخاوف عالمية من انقطاع الإنترنت التي من المُفترض أنَّها حدثت الساعة السابعة بتوقيت الرياض -بحسب منظمة CANN- نتيجة تغير فكرة الاتصال العالمية للإنترنت بتغيير مفتاح التشفير الجذري لزيادة حماية نظام أسماء نطاقات العناوين, التحول نحو المفتاح الجديد في عملية الاتصال سبَّب حالة من الهلع بين أوساط المُراهقين, العديد من التقارير المُضحكة في بعض البلدان نقلت كيف أنَّ الصدمة بدأت قبل أن تحدث, بسبب الاحتياطات والبدائل التي قام بها المُستخدمون المهووسون - خصوصاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي - بنشر الطُرق البديلة للتواصل معهم, ورسائل الوداع الحزينة في حالة لم يعد الاتصال إليهم مرَّة أخرى..!.
الأمر الذي يطرح سؤالاً مُهماً لكافة الثقافات والمُجتمعات: هل يستطيع جيل هذا العصر العيش بشكل طبيعي دون الإنترنت والاتصال الرقمي؟ هناك من يعتقد أنَّ اختفاء الإنترنت يعني نهاية العالم.
وعلى دروب الخير نلتقي.