ناصر الصِرامي
في العادة يمارس الإعلام دوره الناقد للناس والأجهزة ومسؤوليها وقطاعات الخدمات والقطاعات العامة والخاصة، من السياسة، الرياضة للاقتصاد للسلوك الاجتماعي العام.. الخ..
في محاولته لتأكيد حضوره كسلطة رابعة!، لكن يبدو أننا أمام حالة جديدة، ألا وهي توجيه النقد إلى الإعلام من الناس والعامة والمتخصصين، المحبين وغير المحبين..!
الآن، على الإعلام، وتحديداً إعلامنا الموسوم سعودياً داخلياً وخارجياً - والذي طالما مارس النقد مع ولمن يشاء، عليه الآن أن يتسع صدره وعقله لبعض النقد البناء، والأصوات التي تتحدث لمصلحة وطنية واحدة.
يواجه الإعلام السعودي نقداً أصبح اليوم متفقاً عليه، من الإنسان العادي إلى كل المستويات تقريباً!
طبعاً، لا يوجه النقد للمؤسسات الصحفية، رغم وضعها المحرج بسبب جفاف مواردها المالية، لكنه لا يعفيها أيضاً!.
لكنه نقد مكرس للأذرع الإعلامية التي يفترض أن تصل للخارج، لكنها الآن عاجزة عن إقناع نفسها!
ليس من المعقول إعادة هذا التراجع، أو الإداء المتواضع لأقل من تطلعات الناس العادية-، إلى سبب واحد. كما لا يمكن لنا أن نلوم وزيراً لم يقض بعد الوقت الكافي لتحليل نتائج الأداء.
لكن قد نلوم بالتأكيد مؤسسات كانت قائمة وفاعلة قبل أن تتراجع مهارتها الصحفية جداً أو يغيب بريقها الجاذب للمشاهد، بعد أن تراكم الفشل والتهميش!
سالت: .. وهل صحونا فجأة لنجد المؤسسات الصحفية تنزف، وأن أذرعنا الإعلامية، بين معطلة قاصرة، مثل الاخبارية، أو معطلة، مثل قناة إنجليزية تنطق باسم السعودية، أو محجوبة، مثل موقع إيلاف الواسع الانتشار عربياً أحببناه أم لا؟
فيما نعاني، وبنقد مهني بحت، من ضعف قناة كانت شامخة يوماً ما، قناة العربية، فيما القناة الرديفة التي سميت بالحدث غائبة عنه..!
نعم، تبقى لنا مواقع اخبارية متناثرة باجتهادات شخصية، والأمل أن تدعم وتستمر، طبعاً الشكر لحسابات وطنية واجتهادات شخصية ومباشرة، فعالة ومثيرة هناك في فضاء شبكات التواصل الاجتماعي تنقذ ما يمكن إنقاذه!، لكن هذا وحده لا يكفي ولا يمكن أن يكون كل شىء!.
يعيد الزملاء التأكيد مؤخراً وبشكل متكرر، كما لم يسبق من قبل: بأن السمعة الوطنية للمملكة العربية السعودية وصورتها الذهنية، تحتاج إلى ترقية ذكية للأداء الإعلامي الخارجي، وإعادة نجاحاته على عرش الإعلام العربي كما كان وكما ينبغي أن يكون ولعقود، وإصلاح ما يمكن، للعودة على الأقل إلى ما كان عليه من توهج ونجاح إبان الربيع العربي -المزعوم-، وفضح المخطط الإخواني الشهير والخطير على المنطقة وبلادنا..!.