يوسف المحيميد
ما يحدث حالياً من هجمة شرسة ومنظمة على الوطن هي ما يجدد التأكيد على أنه ينقصنا الإعلام الدولي الخارجي، وهو ما كتبته مرارًا في هذه الزاوية، لا يمكن أن تحقق كل هذه الإنجازات على المستويين الإقليمي والدولي دون أن يكون لديك آلة إعلامية قوية، تستطيع أن تقدم اسمك كوطن بشكل يليق به، ولا يمكن أن نقدم هذا الوطن وسيرته دون أن نملك إعلاماً دولياً قوي يوازي مكانة دولة هي قبلة مليار مسلم في العالم، وهي إحدى دول العشرين الأقوى اقتصاداً، وهي أيضًا ذات نفوذ وتأثير سياسي إقليمي ودولي، تسعى إلى استقرار المنطقة وتحقيق السلام فيها، في ظل محاولات زعزعة أمنها نتيجة تدخل في شؤون داخلية وأطماع توسعية واضحة ومكشوفة.
وبصرف النظر عن لوم الجهات التي يجب أن تقوم بدورها، أو الأشخاص من مسؤولين وكتاب رأي، لعل هذه الأزمة تؤكد لنا بوضوح أننا مستهدفون، ونعاني فعلاً من تهافت الأعداء والتربص بنا، وتهييج الرأي العام العالمي من خلال صحف ووكالات أنباء أجنبية كنا نعتقد أنها مستقلة وذات مصداقية، لكنها كشفت خلاف ذلك، وأنها رخيصة ومستعدة لبيع مبادئها وأعرافها الصحفية بمقابل مادي مباشر أو غير مباشر.
ولو أردنا العمل بأمانة وإخلاص لهذا الوطن، علينا أن نستثمر جيدًا في العمل الإعلامي الاستباقي، ولا ننتظر الهجمات الإعلامية لنبدأ بالدفاع عن أنفسنا، بالإضافة إلى الاستثمار في القوة الناعمة التي استثمرتها دول كثيرة قدمت اسمها بقوة في المجالات الاقتصادية والثقافية والإنسانية، فليست القوة الصلبة دائما هي الحل، والدليل معظم الدول الأوروبية واليابان والولايات المتحدة منذ شعار الكوكاكولا، وماكدونالدز، وحتى إنجازات التواصل الاجتماعي، وهي تحقق النجاح تلو النجاح في توظيف القوة الناعمة، فمتى استطعنا استثمار ما نملك ثقافياً واقتصادياً كقوى ناعمة إقليمياً وعالمياً، نكون قد وضعنا ستاراً صلداً يحمينا من مثل هذه الهجمات الإعلامية القذرة.