د. خيرية السقاف
تجتهد الجهات الأمنية في مكافحة الآفات الاجتماعية التي تضر بسلامة الأفراد، وتفضي إلى حزمة من السلوك المؤدي إلى خلل في الأمن الفردي، والجمعي ولعل انتشار المخدرات بين الأفراد الذين يقعون ضحية التغرير، من أولئك القلقين في بيوتهم، المعرضين لتفكك أسرهم، الفاقدين للقدوة وللمربي الحصيف، هم الفئة الأكثر وقوعاً في الإغواء بها، ومن ثم في تعاطيها باختلاف أنواعها، ناهيك عن طمع النفوس المريضة في الإثراء المحظور بتوريدها غير المشروع ومن ثم بنشرها الخفي بين هؤلاء.
ولعل إحصاءات وزارة الداخلية التي كشفت عنها جهة مكافحة المخدرات فيها عن أعداد الواقعين في إغوائها، أو الناجين بعد علاجهم من ربقتها، أو الجناة بسببها باختلاف جناياتهم تؤكّد أن لا يزال الأمر قائماً وملحاً لمكافحتها بطرق تتناسب، وتتماشى مع تطور أساليب المكافحة إعلاناً، وإعلاماً بالوسائل المعاصرة التي باتت يسيرة وضمن خبرات الكثير من أفراد المجتمع.
وفي جهود اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات دور بارز ومهم، وحيوي ودؤوب، ومتفاعل مع القضية منذ نشأة هذه اللجنة وإلى أن يقضي الله بسلامة المجتمع من الغافلين، ومن الطامعين الذين يتخذون منها إما مصدراً للربح، وإما إضعافاً للفرد.
ولعل أول واجبات الإعلام بكتَّابه، وصحافييه، وذوي الرأي فيه، ومن يتصدى للتقرير، أو مهمته التحقيق، أو يقوم بتخطيط البرامج التلفازية، ويقنن الفواصل الإعلانية أن يجعل من جهده عضداً مُعيناً لهذه الهيئة في مكافحتها للمخدرات، بتوعية الشباب، والصغار، وحث من سواهم للانضباط، والتطهر منها.
وضمن أهم وسائل مكافحة المخدرات التي اتخذتها هذه اللجنة الموقرة أن أعلنت عن جوائز يفوق رصيدها مليوني ريال سعودي مقابل أي عمل ابتكاري في مسابقة نشرتها، ووصلتني رسالة هاتفية تنص عن هذه المسابقة بالتالي: « لتعزيز الوعي الإعلامي «وعيك نبراس» تدعو جميع أبناء وبنات الوطن ومؤسساته والمقيمين على أرضه الطاهرة لنثر إبداعهم من خلال تصميم مشاركات تهدف للوقاية من المخدرات» واقترحت اللجنة أنماطاً وقوالب وأوعية لهذا الإبداع عن وسائل مثل: «الفيلم القصير، الانفوجرافيك، التصوير الفتوغرافي، الرسم»، ووضعت السبيل إليها موقع اللجنة الإلكتروني وهو : « www.ncnc.sa
ولعل أول الواجبات أن نحفل كثيراً بجهود اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وهي تعمل لحظة لحظة في ثواني الساعات لتطهير المجتمع، وحمايته من هذه الآفة، ونشد من أزرها كل في مضماره، وبوسيلته المتاحة له....
فالحياة لا تحلو دون أمن ذاتي، وأمن في الشارع، والبيت، ومنعطفات الطرق، وحيث تعبر نسمة، أو يغلق باب..
وأحسب أن على الإعلام أن يكون صوتاً، ووسيلة مؤثّرة في نشر الضوء.