بدأت علاقتي مع أخي وصديق العمر الناقد والمفكر الأستاذ الدكتور سعد البازعي في سن مبكرة عندما كنا طلابًا في السنة الخامسة الابتدائية. كان يقتني كتب مكتبة الطفل ويشركنا معه في قراءتها. ثم تطورت الكتب والقراءة تدريجياً مع التقدم بالدراسة والعمر معاً. في المرحلة الثانوية كنا نلتقي مع بعض الأصدقاء ممن لهم اهتمام بالأدب والثقافة ونتناقش كثيراً بهذا الشأن وبالشأن العام وما يدور حولنا من أحداث.. ثم خصصنا يومًا بالأسبوع يتحدث فيه واحد منا عن كتاب أو شاعر وبعد أن يلقي موضوعه يبدأ النقاش والتفسير والجدل حول نفس الموضوع. افترقنا بالدراسة الجامعية، كل بتخصص، ولم نفترق في اهتماماتنا بالأدب والثقافة. غادر إلى الولايات المتحدة لتكملة الدراسة ولم ينقطع التواصل ليس معي فحسب بل مع أغلب الأصدقاء، فالوفاء من شيمه الثابتة. وعندما عاد للوطن متحصناً بالعلم كان محفزاً لي (وللكثيرين غيري) على القراءة. أهداني جميع مؤلفاته بدءاً من ثقافة الصحراء وحتى مواجهات السلطة. أقلقني كتابه (قلق المعرفة) ربما لأنه وجد في نفسي قلقًا مماثلاً. جميع مؤلفاته يتزين بها عقلي وتسعد مكتبتي الصغيرة باحتوائها لتلك الكتب القيمة. ما لبث يحثني على الكتابة حتى تجرأت بدعمه وأصدرت مجموعة قصصية وروايتين. الأستاذ الدكتور سعد ليس صديقاً فحسب بل إنه أخ لم تلده أمي، مهما قلت عنه فلن أفيه حقه، وسيبقى قامة هامة في أدبنا السعودي المعاصر. كل الشكر لصحيفة الجزيرة على إتاحة الفرصة لي للحديث عن هذا الرمز وأخص الأستاذ محمد هليل الرويلي ـ محرر ثقافي بالشكر الجزيل على جهوده في نشر الثقافة.
** **
- تركي محمد السديري