بلادنا منبع الكفاءات ومهد المبدعين، وجيل بعد جيل تبرز أسماء وتظهر للمشهد الثقافي، لتكمل مسيرة من قبل وتمنح من بعد، مفاتيح ودروب للعلم والثقافة والإبداع.. الدكتور سعد البازعي أحد أهم النقاد في المشهد الأدبي العربي والدولي، مجرد أن نذكر اسمه يبدأ الآخر في التعرف علينا والحوار معنا في موروثنا الثقافي والأدبي.. ولا زلت أذكر في زيارتي لمعرض فرانكفورت في ألمانيا، كيف هو حضور الدكتور سعد في المشهد الأدبي من خلال تناول المثقفين الأجانب لأطروحاته خاصة كتابه «المكون اليهودي في الحضارة الغربية» وكتابه «ثقافة الصحراء»، وكيف أن مجرد ذكر اسمه عندهم نجد مساحات مشتركة للحوار معهم تجعل للثقافة السعودية مكانة بين كل الثقافات الأخرى..
وكلنا يعلم أن الدكتور سعد البازعي مهتم في أطروحاته للموضوعات التالية العولمة والهوية والتفاعل الثقافي، التي من خلالها يحاول ربط أزمنة وأمكنة الأدب ببعضها لصناعة محتوى مختلف ومتميز. الدكتور سعد لا يسكن برجا عاجيا، ولا يصنف كنخبوي لا يتجاذب الحديث مع العامة، بل يتعدى دوره للفئة البسيطة، وحضرت له أكثر من ملتقى وأمسية ثقافية تحت مظلة جمعية الثقافة أو النادي الأدبي، ورأيت حرصه على الكل وتجاوبه مع الجميع وتفاعله مع النصوص والرؤى النقدية من جميع الأطياف، وأثارني بساطته في الحوار وحسن إنصاته واهتمامه بالآخر.. أصبح وجود اسم الدكتور سعد في فعالية أو حصوله على جائزة، يمنح المؤسسة تميزا ونجاحا يسجل لها.. وريادة الدكتور سعد تستحق أن تسجل وتؤرخ، ولعل فرصة مناسبة هذه الاحتفالية به أن نتمنى على شخصه الكريم أن يوثق سيرته الذاتية في قالب يحفظ للنقد الأدبي السعودي تاريخه، ويحفظ له منجزه ويرصد لنا تطور مشواره.
** **
- تغريد إبراهيم الطاسان