د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي
(1)
** ليس هذا مقاله الأول عن الدكتور سعد البازعي، وليس وجوده في هذا العدد استثناءً؛ فقد رافق «الثقافية» أو رافقته في مختلف مراحلها، وظل معها كما ظلت معه في المرحلة الأولى عندما نأت في وقت متقدم عن صراع الحداثة والصحوة فلم تكن معويةً لأحد التيارين ضدية للآخر، وتجاوزت لجاجهما منصرفةً للشأن الثقافي العام النائي عن الشخصنة والأدلجة إيمانًا بأن تلك الفترة القلقة ستمر والدخول في دائرة الصراع سيقودها إلى أمواج التلاطم التي لا تجيد العوم فيها وأنفاق التشاتم التي ترفض الانجرار إليها، ووعينا ملحقات أدبية تورطت في المسار المضطرب ثم تراجعت أو توارت،وكذا حين جاءت المرحلة الأهم مع صدور المجلة الثقافية قبل ستة عشر عامًا،وفي المرحلتين أطلت «شرفات» البازعي ومداخلاته ومشاركاته بما اتسم به « أبو مشعل» من عقلانية وهدوء وتميز.
** وبالرغم مما تختزنه ذاكرة الصحافة الثقافية من حكايات فقد حافظت الثقافية على حكايتها الأولى بعقد علاقات متوازنة مع جميع الرموز والتيارات، ولا ينسى أن مؤسسة الجزيرة جمعت الأستاذين الكبيرين عبدالله الغذامي وسعد البازعي -ضمن من جمعتهم من المثقفين- في جولة على مباني المؤسسة بعد افتتاحها، ويستعيد سيره معهما بتلك الجولة في وقت كان فيه خصامهما الثقافي على أشده، وما فتئت « الجزيرة الثقافية» تسعى لاستقطاب الدكتور البازعي للكتابة فيها كلما علمت بمغادرته أحد المنابر الصحفية التي آثرها فأثراها.
(2)
** أما العدد فقد كنا حريصين على ظهوره منذ زمن، وسبق لنا الإعلان عنه قبل سنوات،ولم تجئ المتابعة التحريرية كما يُفترض،فأرجأناه كي يجيء بالحد الأدنى المقبول منا بعد إسناده للزميل المثقف النشط محمد هليِّل الرويلي، وحرصنا على ألا يكون محليَّ الإسهامات فقط بل عربيًا يعكس ما للبازعي من حضور فاعلٍ في الساحة الثقافية الداخلية والخارجية.
** لا يعني هذا العدد الخاص أكثر من تحية وفاء للأستاذ الدكتور سعد، وهو في أوج عطائه؛ متمنين له الصحة والسعادة التامتين.
(3)
** التكريمُ موقف لا توقف.