حميد بن عوض العنزي
** يعي العالم أجمع وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية أن المملكة لا يمكن أن ينطبق عليها ما يمارسه العالم من تهديدات على بعض الدول، وكان رد المملكة برفض أي تهديد منطلقا من مصدر قوة حينما تضمن البيان أن المملكة سترد على أي إجراءات بما هو أكبر، المملكة بموقعها وثقلها السياسي والاقتصادي باعتبارها مصدرا رئيسيا للطاقة بالعالم تعرف تماما كيف تستخدم قوتها بالطريقة والوقت المناسبين، وبما يضمن حماية مكتسباتها من أي تهديد.
** العالم اليوم لا يعترف إلا بالأقوياء، وعلاقات الدول لا تعترف بالصداقات هي تعترف وتسيرها المصالح وتؤثر بها نقاط القوة والضعف، وبقدر ما تملك من قوة فالعالم يحسب لك حساب، وبلادنا قوية بفضل الله ثم بقيادتنا الحكيمة وبما تمتلكه من قوة في علاقاتها الاقتصادية مع العالم من خلال تصدرها قائمة مصدري النفط، ومنذ تصدير أول برميل نفط قبل ثمانين عاما أصبحت بمثابة البنك المركزي للنفط في العالم، المملكة تحتفظ حتى نهاية العام 2017 بنحو 256.74 مليار برميل من النفط الخام و4.12 مليار برميل من المكثفات.. هذه الأرقام سلاح في وجه أي تهور بتهديد من دولة أو منظمة دولية تجاه المملكة.
** أزمة خاشقجي بينت لنا بعض الوجوه الغادرة وسنخرج بإذن الله من هذه الأزمة العابرة بدروس كثيرة جدا حتى على مستوى استقطاب الاستثمارات الخارجية أو الاستثمار في الخارج وعلينا أن نزيد من بناء قدراتنا الوطنية اقتصاديا وأن يكون لاقتصادنا الوطني وللقطاع الخاص الوطني الأولوية في البناء والشراكة والاستثمار لأن البناء الوطني هو صمام الأمان في وجه الأزمات والمفاجآت التي يعيشها العالم بشكل متسارع، بالإضافة إلى أننا نعرف أن الأعداء في هذا العالم ليس قليلا.