د. محمد عبدالله العوين
أثار قرار تويتر إغلاق حساب قناة «سعودي 24» الإلكتروني غضبا عارما في أوساط المغردين؛ فانهالت آلاف التغريدات تشجب هذا التصرف الأرعن الظالم المنحاز وغير المنصف بحق قناة سعودية وطنية تدافع عن بلادنا وتقاوم الإرهاب بكل ألوانه وأطيافه وملله ونحله وأيدلوجياته.
وتشكل هاشتاق ضخم يطالب بإعادة فتح الحساب والاستجابة لرغبات مئات الآلاف من متابعي القناة #تويتر_يغلق_حساب_قناة_سعودي_?? وكونت القناة حسابا جديدا فانهالت آلاف المتابعات.
من وراء حدوث مثل هذا الإيقاف والتعدي على منصات وطنية إلكترونية؟!
كان الواجب ألا تسجيب إدارة تويتر للبلاغات التي اشتغلت طويلا على إرسالها خلايا الذباب الكتروني المكلف من قبل أجهزة الاستخبارات القطرية بالتبليغ عن الحسابات التي يرون أنها توجعهم وتقض مضاجعهم وتعري مخططاتهم التخريبية وتكشف مؤامراتهم الدنيئة على السعودية .
وإن أحسنا الظن فإن مما يؤسف له أن إدارة توتير في الشرق الأوسط لا تأبه لنوع ومنهج وأسلوب الحساب المبلغ عنه ؛ وإنما تأخذ في المقام الأول كثرة عدد المبلغين ووصول التبليغ إلى رقم معين وعندها يتم الإيقاف بالاعتماد على مأخذ واحد من ستة مآخذ يمكن أن تتسبب في تعطيل أي حساب؛ ومن أهمها وما يشير إليه أكثر المبلغين أن يكون الحساب المبلغ عنه مسيئا أو يحض على الكراهية .
أما الاعتبارات الخمسة الأخرى فيندر أن يشتكى منها ؛ وإن كانت ربما تقع ؛ فقد يدعي مزور حسابا ليس له، أو يرسل مغرد رسائل مزعجة، أو يتم اختراق الحساب (وهنا شكوى ليست قليلة أيضا) أو يتقمص مغرد شخصية آخر، أو أن يكون ملف التعريف أو صورته مسيئة أو تحض على الكراهية.
وأردت من عرض الأسباب الداعية إلى تعطيل أي حساب حين يتم التبليغ أن أقف عند الأهم الذي يتخذه أكثر المبلغين سببا للشكوى والتبليغ ؛ وهو (الإساءة والحض على الكراهية) فهل حساب القناة يفعل شيئا من ذلك لكي توقف إدارة تويتر حسابها؟!
لقد أوجع خطاب القناة الأنظمة السياسية التي تنشر الخراب وتبذر الفتنة وتحتضن المنظمات الإرهابية وتدعم الفكر المتطرف وتمد الجماعات التكفيرية وتهيئ المأوى لقادة تلك الجماعات ورموزها وتمنحهم جوازات السفر الدبلوماسية وبطاقات الإقامة وتوفر لهم الملاذ الآمن، وتصدى المفكرون والباحثون والكتاب والعسكريون والإعلاميون الذين يتحدثون في برامج القناة وندواتها من سعوديين وخليجيين ومن بلدان عربية لكشف تآمر وخيانات تنظيم الحمدين الذي ما ترك وسيلة من وسائل احتواء قوى الشر في المنطقة العربية إلا احتضنها وأمدها بما يقويها ويحقق له أهدافه في الإضرار بالسعودية والدول العربية ؛ فهو ممن احتمل الوزر الأكبر في إشعال حرائق الربيع العربي، وتصدت القناة أيضا لمواجهة المد الصفوي وإسقاط أحلامه الإمبراطورية، ووقفت أمام فكر جماعة الإخوان فعرته وأبانت مرجعياته وتآمره مع قوى الشر للهيمنة على المنطقة العربية.
أما كان الأجدر أن يستخدم تويتر سلطته فيوقف حساب قنوات «الجزيرة» الإرهابية والحسابات الصفوية والتكفيرية المتطرفة؟!
مهما تكالب الأعداء؛ فالحق باق والباطل إلى زوال .