حمّاد السالمي
* منذ عقدين ونصف؛ ونحن نشهد عداءً سافرًا ضد بلادنا وبلدان عربية أخرى من نظام الحمدين في الدوحة. أذرع قطر الإعلامية تجيد الـ(بروباقندا Propaganda) بامتياز. هناك أموال قطرية طائلة وسائبة في ذات الوقت مسخرة في هذا الاتجاه. وقديمًا قالوا: (المال السائب يعلم السرقة)، وفي الحالة القطرية اليوم؛ هذا المال السائب بيد العائب؛ يُعلم الكذب والزيف والتزوير، ويُسهم في قلب الحقائق، ونشر الفتن، واختلاق الأزمات الإعلامية والسياسية. منذ عقدين ونصف؛ ونظام الحمدين المحسوب زورًا على محيطه الخليجي والعربي؛ يتقوّى بقاعدة العديد الأميركية، ويتنمر بالجزيرة الصهيونية ومنظومة الإخوان التكفيرية، ويستهدف أول ما يستهدف؛ جواره العربي في المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات، ثم باقي الدول العربية، شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا. لولا المال القطري السائب الفائض عن حاجة أربع مئة ألف قطري هم سكان قطر العرب؛ لما وجد إرهاب القاعدة وداعش وطالبان والملالي؛ فرصة للنيل من سيادة العراقيين والسوريين واللبنانيين واليمنيين والمصريين والليبيين، وغيرهم من العرب المبتليين بهذه الأموال القطرية القذرة، التي تشتري الذمم، فتفسد النفوس القابلة للفساد أصلًا بين العرب والعجم.
* أشاهد- أحيانًا- معلقين ومتداخلين على قناة الفتنة في الدوحة؛ فأتذكر واحدًا من الناس كان في زمن مضى؛ يتصل بمكاتب الصحف والقنوات الفضائية والإذاعية، فيمليهم رقم هاتفه، ويطلب منهم الاتصال به إذا أرادوا مداخلة أو تصريحًا أو تعليقًا متى شاءوا، فهو جاهز دائمًا، ودائمًا جاهز..! لكن هذا الواحد المهووس بهكذا (بروباقندا)؛ مهموم فقط بحب الظهور الذي يقصم الظهور، فهو لا يبحث عن مال بأي حال من الأحوال. غفر الله لنا وله، كم كان طيبًا وساذجًا، لا يعرف من أين تؤكل كتف الكلام..!!
* إعلام الجزيرة ومن تجزّر معها؛ ليس أكثر من قطيع يجمع شُذّاذ آفاق مردة، لفظتهم أوطانهم، ونبذتهم مجتمعاتهم، وقرصت البعض منهم الفاقة والحاجة، فتحولت مهنة الإعلام عندهم إلى وسيلة للتوسل والتوصل، والأكل من كعكة المال القطري السائب، الذي يُدفع لكل من هب ودب؛ مقابل كلمة أو جملة، أو ظهور يسيء للمملكة العربية السعودية وشعبها، ويبني في جدار (بروباقندا) هزلية لا أكثر.
* إذا أردت أن تكسب المال القطري السائب، فما عليك سوى التظاهر لدقائق في صنعاء أو تعز والمهرة ضد التحالف العربي، أو ترفع وريقات أمام مبنى سفارة سعودية في عاصمة أوروبية، ثم تردد عبارات مسيئة ضد السعودية والإمارات. سيأتيك رزقك في حسابك من حيث قدّرت واحتسبت.
* إذا أردت أن تأخذ نصيبك من مال القطريين السائب، فزود (جريرة الدوحة) برقمك، للتداخل والتحدث في برنامج مسرحي من إعداد الصهيوني بشارة عزمي، ومباركة الشيخ يوسف القرضاوي، وتقديم وإخراج فيصل القاسم وريان، وبقية الجوقة المزيفة في استديوهات جريرة الدوحة في قطر..!
* إذا أردت أن تكسب الكثير من مال القطريين السائب، فخفّ وشذّ واتخذ من عاصمة أوروبية مقرًا لك، ثم أسس مركزًا أو منتدى أو صحيفة أو قناة تلفزية، وابدأ في الردح ضد المملكة العربية السعودية- بلاد الحرمين الشريفين- ودولة الإمارات العربية المتحدة. سوف يأتيك رزقك الذي هو رزقك، ملايين من الريالات القطرية السائبة في بنوك الشرق والغرب دون نصَب أو تعب.
* إذا أردت أن تسكن في أرقى فنادق لندن ونيويورك وباريس واسطنبول؛ فهاجر من بلدك في السعودية أو مصر وتونس والجزائر واليمن وغيرها، وقل بأنك معارض عنيد صنديد، ثم اظهر معهم في برنامج هزلي على الجزيرة القطرية؛ عندها.. ستجد الريال القطري معك لحظة بلحظة، يسد رمقك، ويخفي عريك، ويشهرك. إلى حين.. إلى حين..؟!
* إذا أردت أن تكسب المال القطري؛ وتأخذ حقك منه كواحد من شذاذ الآفاق الذين ينطقهم المال ويسكتهم المال؛ فقدم نفسك كبش فداء لعملية مخابراتية محبوكة ضد السعودية أو الإمارات ومصر، ويشترك فيها أكثر من طرف، بقيادة سياسية ومالية وإعلامية قطرية، كن جرذًا حقيرًا في كيس قمامة في صندوق للتصدير إلى أكثر من جهة في هذا العالم. المال القطري يكفيك؛ لكي تعيش بعد ذلك كقط سمين بمخلب خشن، جاهز للظهور متى أرادت قيادة الحمدين في الجريرة، وإكمال بقية فصول المسرحية؛ لمزيد من الإساءة والإيذاء للسعوديين والإماراتيين والمصريين، ولغيرهم من العرب القريبين والبعيدين من دوحة الحمدين المتمترسة بقاعدة العديد وقناة الجريرة.
* إذا فقدت وظيفتك في بلدك؛ أو جعت وعريت وانكشفت، أو غررت بك جماعة دينية متطرفة، فساقتك لارتكاب أكثر من جريمة في أكثر من بلد. لا تخف.. لا تحزن.. الدوحة ضامنة لك ولأمثالك من المشردين في الأرض، ومالها السائب تحت أمرك بشرط: أن تسيء للسعودية والسعوديين أولًا، ثم تسيء للإمارات وأهلها، ثم تردد ما يمليه عليك المسرحيون في الجريرة من مثل: جمال ريان والقاسم، ومن لف لفهما. ستشبع وتعيش، وتنفذ المزيد مما هو مطلوب منك. إلى حين.. إلى حين.
* أنت تريد نصيبك من المال القطري السائب..؟ إذن: ما عليك سوى وضع ضميرك في ثلاجة محكمة، وأن تحمل ذمتك -إذا بقي لك ذمة- تحملها على راحتيك، فتعرضها للبيع، في هذا المزاد الذي يقام صباح مساء على قناة الجزيرة باسم الإعلام الحر النزيه..!