ناصر الصِرامي
نبقى وسنبقى مقصرين جداً، مهما كتبنا أو قلنا ودافعنا عن وطننا وبلادنا المملكة العربية السعودية. والإعلام أكثر خجلاً وتقصيراً، ولولاء نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي التلقائي، وكل معرف مهما قل أو كثر عدد متابعيه، حيث هناك في الواقع الافتراضي وفي شبكات الإعلام الاجتماعي، تم تغطية ما أمكن من القصور.
ظلت المملكة السعودية منذ تأسيسها دولة تتجه للبقاء والتطور، مع الالتزام بالأعراف الدولية، وفي كل خطوة تخطوها، مثل: دعم الشرعية اليمنية -لاسترداد حقها المسلوب من مليشيات مدعومة إيرانياً تحت سمع العالم وبصره-، وبلادنا وكما كانت دائماً، تتبع الأسس والقوانين الدولية وتحصل على مساندة أممية، لم تكن السعودية، إلا في صف متقدم من المجتمع الدولي، ومؤثرة اقتصادياً وسياسياً إلى جانب ثقلها المعنوي إسلامياً.
وحين هزت العالم أحداث 11-9, وحدث أن كان بين المنفذين سعوديون -جندهم تنظيم القاعدة- الإخواني، لضرب علاقات الرياض بواشنطن، مرت سنوات عصيبة، لكن السعودية التي تعرف تدير بوصلتها وتحدد سرعة حركتها، عملت بهدوء لفك الارتباط بينها وبين فكر القاعدة، والإرهاب والتطرف.
سعت السعودية لتأسيس حوار بين الحضارات، وحوار في الداخل، ونقحت كثيراً من مناهجها من الفكر الإخواني المتطرف، ولا تزال تفعل ذلك، وجففت تمويل الإرهاب بنجاح كبيراً جداً، وكانت سنداً دولياً للكشف عن مخططات إرهابية في الغرب قبل تنفيذها.. لقد منحت الحرب على الإرهاب وعلى جميع جبهاته الرياض، خبرة ومعلومات يستعين بها العالم. فيما استمرت في مشروعات تنموية وبرامج ابتعاث، وغيرت وطورت في جهازها التنفيذي.
عالجت السعودية بحكمة وهدوء أوضاعها، ولتستمر جزءاً من ازدهار الكون.. وفي ما يسمى بـ«الربيع العربي»، كانت البلاد مستهدفة وكان الفكر والتنظيم الإخواني الخطر مستعداً للفرصة، كانت الرياح عاتية، لكن الحكمة السعودية أفشلت المخطط؛ وهي تراقب وتعالج الأوضاع من حولها وتحمى ما تبقى من خراب، كانت قطر ونظام الحمدين والجزيرة وقوده!.
لكن السعودية انتصرت وخرجت قطر من مصر وتونس وسوريا والعراق وليبيا تقريباً، وحتى اليمن، وهي تفعل الشيء نفسه الآن مع حليف الدوحة إيران. بقى نظام الحمدين وثروة قطر هي منبع الإخونج وما تبقى من تنظيمهم، إضافة إلى حفاوة الاستقبال والدعم في تركيا، وهناك تفجرت قصة الصحفي السعودي جمال خاشقجي!.
كـ«سعوديين»؛ نعرف جيداً أن السعودية تدرك دربها، وتدرك الأزمة بثقة، وتدرك أنها جزء أساس من المجتمع الدولي المتحضر، ولم تحيد أبداً عن قوانين الشرعية الدولية، وهو ما فعلته وتفعله الآن بصدور بيان من النائب العام بأن جمال خاشقجي قتل داخل القنصلية، وتم إيقاف المشتبه بهم وسيحالون إلى المحاكم الشرعية تحقيقاً للعدالة.. فيما هذه الدول التى تتبع مرشداً للثورة أو مرشداً للجماعة، هي إيماناً وفلسفة مناقضة لكل القوانين الدولية، وخارج المجتمع الدولي. إنها حكمة الملوك في بقاء البنيان المرصوص، لا يتزحزح مهما كانت سرعة الزمن والمواقف والأحداث والتحديات.. فالسعودية أولاً ودائماً.. وعنها سندافع وبها نثق في كل الأحوال.