د.إبراهيم بن عبدالله السماري
في عصرنا الحاضر أصبحت الأنظمة والقوانين التي تسنّها الدول تنظيماً لشؤون الناس هي الوسيلة المثلى لإدارة الحقوق، من باب الأثر عن عثمان رضي الله عنه: (إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن).
وبالتالي كثرت الأنظمة والقوانين، وتعددت لغاتها، بحسب بلدانها ومجتمعاتها، وحين تزاحمت مصالح العالم في دوله المختلفة، وتشابكت وسائل تجارته، وقويت علاقاته التجارية البينية ظهرت ضرورة ثالثة هي: تنظيم هذا التزاحم والتشابك بقوانين وأنظمة عالمية، فعرفت التجارة العالمية، والتحكيم التجاري، والمعاهدات الدولية، ونحو ذلك من الأنظمة التي تسعى المنظمات العالمية إلى التزام جميع دول العالم بها، لتستقيم الحركة التجارية بخاصة، والعلاقات الدولية بعامة في العالم أجمع.
ونتيجة لهذه الضرورة ومع ظهور الكثرة، وهذا التنوع، وبعد أن أظهر واقع عدد من الشركات داخل المملكة وخارجها أنها أخفقت بسبب عدم العناية المثلى بعملية بناء الأنظمة التي تحكم معاملاتها مع الجهات الرسمية، وعقودها مع الغير، واللوائح التي تنظم عملها في ضوء تلك القوانين والأنظمة، أصبحت هناك ضرورة ماسة إلى جمع شتات هذا المتنوع المتفرق، وتسهيل الوصول لهذا الكثير من القوانين والأنظمة في أنحاء العالم.
وإذا كانت الإنترنت قد سهلت كثيراً من الأمور في هذا الجانب، فإنه لا تزال هناك حاجة إلى تنظيم أكثر، وتيسير أكبر، بأن تكون الأنظمة والقوانين في منصة إلكترونية قريبة من التناول أمام المتخصص في هذا المجال، مع الإحاطة الفورية بما يطرأ عليها من تعديلات أو إلغاء أو تبديل، عبر التحديث المتزامن لأي شيء يحدث من ذلك، لاسيما حاجة المسؤولين عن مركز ومكاتب المحاماة، وكذا المستشارين القانونيين، والمهتمين بالدراسات العلمية في هذا الشأن.
من المؤكد أن هناك محاولات في هذا الشأن قام بها أفراد، أو مكاتب متخصصة، لجمع بعض أو كثير من هذه الأنظمة والقوانين، غير أن ما اطلعت عليه لم يكن بالشمول المطلوب من جهة، ولم يكن باليسر والسهولة من جهة أخرى، لا سيما عملية التحديث الآني.
المحاولة التي بصددها هذا المقال هي مشروع رائع يشتمل على قاعدة بيانات شاملة على الإنترنت، لجميع الأنظمة والقوانين في مختلف دول العالم، أنشأها مركز الدكتور محمد الهزاني بالرياض، تحت مظلة مبادرة رائدة، عنوانها «أنظمة العالم بين يديك» لتمكين رجال وسيدات الأعمال في أي مكان من العالم من الاستفادة من أنظمة العالم المختلفة، في مكان واحد، سهل التناول، مع التحديث الفوري On Line لجميع تلك الأنظمة في حال نشر تعديلات لها، عبر الدخول على الرابط التالي: www.iln.news.
هذا العمل الرائع جعلني أطلق على صاحب المبادرة الدكتور الهزاني لقب «سفير الأنظمة العالمية» متمنياً أن يكون العمل في مستوى التطلعات، والأهداف المتوخاة منه.
وبالله التوفيق.